ماذا تعرف عن الشبكات الاجتماعية غير المركزية؟

نُشر أولا على موقع دوت مصر

هل تذكر أول مرة أنشأت فيها حسابا على “فيس بوك”؟ ربما أنشأته منذ عدة سنوات، ومنذ لحظتها وأنت تُغذّي الموقع ببيانات عنك، بداية من اسمك وعملك وحتى تفاصيل حياتك اليومية، ما أعجبك وما لم تلق له بالا، ميولك تجاه ما يحدث حولك، صورك وصور من تعرفهم، شبكة علاقاتك. كم هائل من البيانات التي يُغذّي بها المستخدمين حساباتهم على الشبكات الاجتماعية.

الشبكات الاجتماعية تعرفنا جيدا

يعرفك “فيس بوك” وغيره من الشبكات الاجتماعية جيدا، كل تصرف تقوم به على أحد هذه الشبكات يتم تسجيله على الخواديم (Servers) التابعة لهذه الشركات، “فيس بوك” وجوجل وغيرهما من المواقع والشبكات الاجتماعية يعرفون جيدا تفضيلاتك وسلوكك على الشبكة، ما تبحث عنه وما تتصفحه.

يتجاوز الأمر جمع وحفظ البيانات على خوادم، إلى إجراء دراسات على الحالة النفسية، كما حدث مع بعض مستخدمي “فيس بوك”، عندما قامت بمجموعة من الدراسات النفسية على 700 ألف مستخدم، لمعرفة الحالة العاطفية التي يشعر بها المستخدم على إثر ما يقرأه على الموقع. خلف صفحات مواقع الشبكات الاجتماعية التي تتصفحها كم ضخم من الأكواد البرمجية التي تسجل كل ما تقوم به.

بياناتنا على الخواديم

تستخدم الشبكات الاجتماعية البيانات التي يتم جمعها بأكثر من طريقة وهدف. البيانات التي يتم جمعها من المستخدمين بشكل عام يتم الاحتفاظ بها على الخواديم الخاصة بكل شبكة اجتماعية، ثم تقوم مجموعات ضخمة من الخواديم بتحليل هذه البيانات لاستخدامها لاحقا في توجيه الإعلانات أو لأي دراسات تتعلق بالسلوك الشرائي أو ممارسات تنتهك خصوصية المستخدمين كما أشرنا سابقا، أو مشاركتها مع شركات أخرى أو فتح أبوابا خلفيا على خواديمهم تستخدمها الحكومات في مراقبة المواطنين.

إدوارد سنودن سرب آلاف الوثائق، التي تثبت تورط “فيس بوك”، ومايكروسوفت وجوجل وغيرهم من الشركات في ذلك.

​تختلف الشبكات الاجتماعية غير المركزية عن الشبكات الاجتماعية التقليدية التي نتعامل معها اليوم. حيث يمكن حصر الاختلافات في نقطتين:

  • في حين أن شبكة اجتماعية كـ”فيس بوك” لا نستطيع أن نطلع على أكوادها البرمجية ووظائفها، أي أن كل ما نعرفه عن وظائف الشبكة هو فقط ما يظهر للمستخدم من واجهة المواقع، ولا يعرف المستخدمون ما وراء هذه الصفحات من أكواد برمجية تقوم بجمع البيانات عن المستخدم.

تقوم الشبكات الاجتماعية غير المركزية بالأساس على البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة، ما يعني أن أي مستخدم قادر على الإطلاع على أكوادها البرمجية بشكل كامل ومعرفة حدود وظائفها. ربما ترى أنه لا فائدة مباشرة على المستخدم العادي في هذه النقطة. لسنا جميعا نستطيع فهم آلاف الأسطر من الرموز والأرقام التي تسمى “شفرة”. …