جنو

مقال مُترجم: يمكننا وضع نهاية لمرفقات وورد

هل تكره مجرد استقبالك لبريد إلكتروني به وثائق وورد؟ مرفقات وورد مزعجة، لكن ما هو أسوأ، أنها تعوق الناس عن التحول إلى البرمجيات الحرة ربما يمكننا وقف هذه الممارسة بجهد جماعي بسيط. كل ما علينا القيام به هو أن نطلب من كل شخص يرسل لنا ملف وورد أن يعيد النظر في طريقة قيامة بهذه الأمور.
مصدر الصورة

ترجمة مقال “We Can Put an End to Word Attachments” بقلم ريتشارد ستولمان

هل تكره مجرد استقبالك لبريد إلكتروني به وثائق وورد؟ مرفقات وورد مزعجة، لكن ما هو أسوأ، أنها تعوق الناس عن التحول إلى البرمجيات الحرة ربما يمكننا وقف هذه الممارسة بجهد جماعي بسيط. كل ما علينا القيام به هو أن نطلب من كل شخص يرسل لنا ملف وورد أن يعيد النظر في طريقة قيامة بهذه الأمور.

أغلب مستخدمي الحاسوب يستخدموا ميكروسوفت وورد. هذا أمر مؤسف لهم، لأن وورد برمجية احتكارية، ناكرة لحرية المستخدمين في دراستها وتغييرها ونسخها وإعادة توزيعها. ولأن ميكروسوفت تُغيّر من صيغة ملفات وورد مع كل إصدار، فإن مستخدميه محبوسين في نظام يجبرهم على شراء كل ترقية، سواء كانوا يريدون تغيير أم لا، حتى أنهم وجدوا أن وثائق وورد التي كتبوها هذا العام لم يعد من الممكن قراءتها على على إصدار وورد الذي استخدموه منذ عدة سنوات.

لكن يُؤلمنا أيضا أن يفترضوا أننا نستخدم وورد ويرسلوا لنا (أو يطلبوا منا) وثائق بصيغ وورد. بعض الناس تنشر وثائق بصيغة وورد. بعض المنظمات تقبل فقط الملفات في صيغة وورد: سمعت من شخص أنه لم يتمكن من التقدم بطلب للحصول على وظيفة، لأن السيرة الذاتية كان يجب أن تكون في صيغة وورد. حتى الحكومات تفرض أحيانا على الجمهور صيغة وورد، حقا انه أمر مُشين.

بالنسبة لنا نحن مستخدمي أنظمة التشغيل الحرة، تلقّي وثائق وورد؛ مزعج وعقبة. لكن الأسوأ تأثرا من إرسال صيغ وورد هم الأشخاص الذين ربما ينتقلوا إلى الأنظمة الحرة؛ انهم يترددون لأنهم يشعروا أنه يجب أن يكون متوفّر لديهم وورد لقراءة ملفاته التي يتلقونها. اعتياد استخدام صيغة وورد السرية للتبادل تعوق نمو مجتمعنا وانتشار الحرية. بينما نلاحظ الانزعاج بين الحين والآخر من تلقّي مستندات وورد، إلا أن الضرر الثابت والمستمر في مجتمعنا لا يجذب اهتمامنا. لكنه يحدث طول الوقت.

يحاول العديد من مستخدمي جنو أن يجدوا طرق للتعامل مع مستندات وورد التي يستقبلونها. لحد ما، يمكنك أن تستعمل نصوص ASCII الغامضة في الملف بتصفحها. البرمجيات الحرة يمكنها قراءة معظم وثائق وورد اليوم، لكن ليس كلها، لأن الصيغ سرية ولم يتم فك تشفيرها تماما. والأسوأ من ذلك أن ميكروسوفت يمكن تغييرها في أي وقت.

الأسوأ، أن ميكروسوفت بالفعل قامت بذلك. ميكروسوفت أوفيس ٢٠٠٧ تستخدم افتراضيا صيغة تعتمد على براءة اختراع صيغة OOXML. (هذه الصيغة التي حصلت ميكروسوفت عن تصريح بأنها معيار مفتوحعن طريق التلاعب السياسي وإقحام لجان المعايير القياسية)الصيغة الفعلية ليست OOXML تماما، وغير موثقة بشكل كامل. ميكروسوفت قدمت ترخيص مجاني لبراءة اختراع OOXML بشروط غير مسموح بها للتطبيقات الحرة. هكذا بدأنا في تلقي ملفات وورد في صيغة لا تستطيع البرامج الحرة حتى قراءتها.

عندما تتلقى ملف وورد إذا كنت تُفكّر به كحدث مُنْفَرِدفمن الطبيعي محاولة التغلب عليه بإيجاد طريقة لقراءته. تُعتبر هذه الممارسة الممنهجة كريهه، هنا دعوة لاتباع نهج مختلف. التمكّن من قراءة الملف هو علاج من أعراض مرض وبائي؛ ما نريده حقا هو منع المرض من الانتشار. وهذا يعني أننا يجب أن نُقنع الناس بعدم إرسال أو مشاركة مستندات وورد.

ولذلك فإنني اعتدت على الرد على مرفقات وورد برسالة مهذبة أشرح فيها لماذا اعتياد إرسال ملفات وورد شيئ سيئ، وأطلب من الشخص أن يُعيد إرسال المادة في صيغة غير سرية. هذا الجهد أقل كثيرا من محاولة قراءة الغموض في نص ASCLL بملف وورد. وأجد الناس غالبا ما يتفهمون الموضوع، وكثيرون يقولوا أنهم لن يرسلوا ملفا وورد للآخرين بعد ذلك.

كم عدد مستخدمي جنو/لينكس المطلوبين لتغيير مصباح كهربائي؟

كم عدد مستخدمي جنو/لينكس المطلوبين لتغيير مصباح كهربائي؟

1 لإرسال موضوع لقائمة بريدية يقول فيه أن المصباح قد أُحرق.

1 ليقترح محاولة تشغيل المصباح من خلال سطر الأوامر.

1 ليتذمر من أن المستخدم قد أتلف السلك الناظم الخاص بالمصباح.

1 ليسأل ما المصباح الجديد الذي سيقوم بتركيبه.

1 لينصح بأنه لا يجب أن نستخدم كلمة احترق لو كُنّا نعني أن المصباح الكهربائي أُتلف. لأن هذا يعني أن المصباح قد وُضع على النار. وأن الصحيح القول بأن المصباح قد أُتلف بسبب وجود فائض من التيار الكهربائي.

25 ليقدموا اقتراحات لتركيب كافة أنواع المصابيح الموجودة والتي يمكن تخيلها.

5 ليقولوا أن المصباح مُحترق بسبب منبع التيار الكهربي وليس التوزيعة. وأن هناك علة مفتوحة [open bug] على القائمة البريدية الخاصة بالمطور.

1 مُستجد يقترح تركيب مصباح ميكروسوفت.

250 مستخدم يغرقوا البريد الإلكتروني للمستجد بالرسائل.

300 ليقولوا أن مصباح ميكروسوفت سوف يتحول للون الأزرق، ما يستوجب أن تقوم بإعادة تشغيل المصباح بشكل مستمر ليعمل بوضعه الطبيعي؟

1 مستخدم سابق لجنو/لينكس، لا يزال يتردد على المنتدى، ينصح بتركيب iBulb من أبل، ذو التصميم الجديد والمبتكر، بسعر 250دولار.

20 ليقولوا أن مصابيح أبل ليست حرة، وإمكانياتها أقل بعشرين مرة من المصابيح القياسية.

15 ليقترحوا تركيب مصباح صناعة وطنية.

30 ليقولوا أن المصابيح الكهربية ذات الصناعة الوطنية، هي إعادة إنتاج عرجاء للمصابيح الأجنبية. وأنها لا تقدم أي شيئ جديد.

23 يتجادلوا فيما إذا كان يجب أن يكون المصباح أبيض أم شفاف.

1 يُذكّر الجميع بأن الاسم الصحيح للمصباح هو جنو/مصباح.

1 يقول أن المصابيح الكهربائية هي شيئ لمستخدمي ويندوز المليء بالعلل، وأن مستخدمي جنو/لينكس الحقيقيون لا يخافوا الظلام.

1 ليعلن أخيرا عن نوع المصباح الذي سيتم تركيبه.

217 ليتجاهلوا النموذج المختار ويقدموا اقتراح آخر.

6 للشكوى من أن المصباح المُختار به مكونات مُحتكرة وأن هناك مصباح آخر يجب استخدامه.

20 ليقولوا أن 100% من المصابيح الحُرة غير متوافقه مع مفتاح تشغيل المصباح.

نفس الـ6 السابقون، ليقترحوا تغيير مفتاح المصباح والحصول على آخر متوافق.

1 ليصرخ بالله عليكم، توقفوا عن الجدال وغيروا المصباح

350 ليسألوا المستخدم السابق، ما الإله الذي تتحدث عنه، وما إذا كان لديه براهين علمية على وجوده.

1 ليشرح كيفية عمل الكهرباء ولماذا المصباح الكهربائي عديم الكفاءة.

1 ليقول أننا لا يمكننا الثقة في مصباح من صُنع شركة. وأنه يجب علينا الثقة في المصابيح من صُنع المجتمع.

1 ليرد برابط به ملف ODF يشرح كيفية بناء مصباح من نقطة الصفر.

1 ليشتكي من صيغة الملف السابق، ويطلب إرساله بصيغة txt أو LaTex.

5 لقول أن القرار المُتخذ لم يعجبهم وأنهم سيفصلون التيار الكهربائي عن المنزل ويقوموا بتركيب مصباح أفضل

1 للرد بسلسلة من الأوامر التي سيتم وضعها لتغيير المصباح.

1 للتعليق بأنه نفّذ الأوامر، وحصل على رسالة خطأ [error message].

1 لتقديم نصيحة بأنه يجب تنفيذ الأوامر كمستخدم جذر (Root)

وأخيرا

بينما الجميع منهمك في النقاش، ذهب والد المستخدم الأول واشتري أرخص مصباح بالمتجر.

—-

*هذه المُزحة أُرسلت بالبريد الإلكتروني لمؤسسة البرمجيات الحرة من قبل مؤلفها، أندريه ماتشادو.

التدوينة مترجمة عن موقع مؤسسة البرمجيات الحرة.

عن المدونات و علاء ولينكس..2005/2008

-2005-

شعار حركة كفاية
شعار حركة كفاية

في مطلع 2005 كنت قد بدأت اكتب في مدونة تتناول موضوعات في التقنية، كتبت بها عدة مقالات حول إنشاء مواقع إنترنت بسيطة للمبتدئين، أغلقتها بعد أشهر قليلة حيث انشغلت بمدونة أخرى، بالإضافة لبعض الأنشطة التطوعية في حزب الغد، ثم حركة شباب من أجل التغيير وحركة كفاية، خاصة وأن حركة كفاية كان لها منتدى (مندرة كفاية) بالإضافة لعدة مجموعات بريدية لحركات شبابية.

في أحد المظاهراتربما في صيف 2005- وقع في يدي منشور يُوزع في المظاهرة، به عدد من المدونات المصرية، لا أتذكر كل المدونات التي كانت بها، لكني أتذكر أني عرفت مدونة دلو منال وعلاء من خلالها.

دلو منال وعلاء، لم تكن فقط مدونة شخصية للزوجين، لكنها احتوت مجمع المدونات المصريةحيث عمل المجمع على مدار عدة سنوات كبوتقة تجمع ما يكتبه المدونين المصريين، وقتها كانت المدونات قليلة جدا،أظنها لم تتعدى 100 مدونة حتى النصف الثاني من سنة 2005.في نفس الفترة صداقة بيني وبين العديد من المدونين، عمر ووائل ومحمود ومحمد عادل وغيرهم.

شعار التنين البمبي
شعار التنين البمبي

بالإضافة لمجمع المدونات المصرية، قام علاء ومنال بتقديم دعم تقني لبعض المدونين، من ذلك استضافة بعض المدونات المصرية على خادومهم. في هذه الفترة كان هناك بعض الصعوبات التقنية التي تواجه المدونين المصريين خاصة ممن ليس لديهم خبرات تقنية كافية لتطويع المدونات لتقبل اللغة العربية بشكل صحيح (النصوص من اليمين إلى اليسار) أظن أن ما قام به علاء وقتها كان جيدا، حيث كانت المدونات التي استضافها تدعم اللغة العربية وشكلها مقبول ومُنسق بنسبة كبيرة. كما أنه اعتمد على دروبال مفتوح المصدر كمنصة للتدوين، وبالأساس علاء من داعمي البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة منذ سنوات.

علاء كان بيضّرب بردو في المظاهرات وقتها، اقرأ (ملناش غير الانتصارات الصغيرة (الأرض لو عطشانةبالعربى)

-2006-

استقريت تماما في القاهرة في بداية سنة 2006. تعرفت على مجموعات كثيرة من الشباب المنخرط في حركات التغيير والأحزاب السياسية وقتها. هذه الفترة أثرت جدا في حياتي، اكتسبت خلالها صداقات وخبرات في مجال التقنية وانخرط وسط مجموعات شبابية متعددة.

في 2002 تقريبا، نشرت مجلة الشباب في أحد أعدادها، مقالة مطولة عن لينكس، وأرفقت بعدد المجلة اسطوانه بها نسخة من أحد التوزيعات، أظنها كانت ماندريفا، حاولت تثبيتها على حاسوبي الشخصي، إلا أني لم أستطيع تعريف، بطاقة الفاكس المسؤولة عن الاتصال بالإنترنت، مما جعلني أتراجع وأحاول إعادة تثبيت ميكروسوفت ويندوز، لم أستطع للأسف أن أعيد تثبيت ميكروسوفت ويندوز، ظننت أن القرص الصلب قد انتهى أجله وعليه قمت بالتخلص منه، واشتريت آخر جديد. بالصدفة في 2006 عرفت أن القرص لم يكن به شيئ،فقط لينكس يستخدم نظام ملفات مختلف عن ويندوز.

عرفت لينكس مرة أخرى من أحد تدوينات علاء، لكني لم أحاول أن أجربة، ما حدث سابقا لا يُنسى بسهولة. حضرت بعدها تدريب لتثبيت لينكس في مسرح روابط. أذكر جيدا أنه تم تقسيمنا لمجموعات كان حظي أن كنت في مجموعة مدربها هو محمد سمير، لم أراه قبل هذا اللقاء ولا بعده، فقد أتذكر أن انطباعي عنه كان فولاب، الشخص المتماهي مع الأكواد“.

الدفاع الذاتي للبريد الإلكتروني (كيفية تشفير البريد الإلكتروني)

هذا الدليل يشرح طريقة تشفير البريد الإلكتروني على أنظمة التشغيل جنو لينكس ، باستخدام تطبيق ثيندربيرد و إضافة انيجميل.

هذه الترجمة هي ترجمة غير رسمية لدليل Email Self-Defense صادر عن مؤسسة البرمجيات الحرة.

الدليل الأصلي يحتوى على شرح لاستخدام الأدوات على أنظمة التشغيل المختلفة (جنو/لينكس – ويندوز – ماك) هذه الترجمة للجزء الخاص بأنظمة التشغيل جنو/لينكس فقط، لكن هناك تشابه لحد بعيد بين الخطوات على أنظمة التشغيل المختلفة.

للإطلاع على الدليل الأصلي  : https://emailselfdefense.fsf.org/en/index.html

ترخيص الإستخدام

هذا الدليل مرخص برخصة المشاع الإبداعي، النسبة، الإصدار٤.٠

تنويه

إذا وجدت أي مشكلة في الترجمة أو اقتراحات لتطويرها أرجو مراسلتي عبر هذا الرابط.

عن مؤسسة البرمجيات الحرة

fsf-logo نناضل من أجل حقوق مستخدمي الحواسيب، وتعزيز تطوير البرمجيات الحرة. مقاومة الرقابة الجماعية مهم جدا بالنسبة لنا.

نريد بشدة تعزيز مثل هذه الأدوات مع الأشخاص وعلى الشبكة لمساعدة أكبر عدد من الناس قدر الإمكان لاتخاذ الخطوة الأولى نحو استخدام البرمجيات الحرة لحماية خصوصيتهم. هل يمكنك التبرع أو أن تصبح عضوا لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف؟


نظام “جنو/لينكس” التكوين والخروج

البرمجيات الحرة ليست مجرد مجموعة من البرامج وأنظمة التشغيل التي توفر قدرا كبيرا من حرية الاستخدام، وتعطي الكثير من الحقوق للمستخدمين، لكنها ثقافة ومجتمع يمتد بجزورة إلى جيل من المبرمجين الذين أثروا على التطور البشري كلة بإنتجاتهم منذ منتصف القرن العشرين.
في هذا المقال لن أتناول الأفكار التي تدعو لها البرمجيات الحرة بشكل مباشر، هناك العديد من المقالات التي يمكن ان تجدها على المواقع المهتمة بالبرمجيات الحرة وفلسفتها، لكني سأتعرض لأهم المحطات التاريخية التي أظهرت لاحقا حركة البرمجيات الحرة ونظام التشغيل “جنو/لينكس“

التكوين

في نهاية الستينات قام معهد ماساتشوستس للتقنية و مختبرات بيل و شركة جينرال إلكتريك ، في إنتاج نظام تشغيل يدعي مولتكس، هذا النظام كان رديئا ولم يثبت نجاحا يذكر، مما دعي مختبرات بيل للخروج من المساهمة في تطوير هذا النظام، مختبرات بيل لاحقا إتحدت مع شركة إيه تي أند تي الأمريكية.
بعدها بأعوام قليله قام أحد مطورى نظام التشغيل مولتكس بتطوير نظام تشغيل آخر أكثر جودة وبه مميزات لم تكن موجودة سابقا كأن يقوم النظام بتنفيذ أكثر من مهمه في وقت واحد او يستخدم من قبل أكثر من مستخدم ، هذا النظام كان نظام التشغيل “يونكس” وكان مكتوب بلغة التجميع Assembly في هذه الفترة قامت مختبرات بيل بتقديم الدعم المادي للنظام الجديد “يونكس” وخرج النظام إلى النور عام 1973.
في عام 1973 قامت مختبرات بيل بإعادة كتابة نظام التشغيل “يونكس” بلغة C مما مكن المطورين الآخرين بنقل النظام إليهم وإضافة التعديلات التي يريدونها والتحسينات التي يرونه، لاحظ أن مختبرات بيل أطلقت النظام بشكل مفتوح ليقوم مطورين آخرين بتحسينة، وعلى مدى عشرة سنوات الاحقة ظهرت نسخ متعددة من يونكس ولاقي نجاحا كبيرا، مما جعل مختبرات بيل التي أصبحت تدعي “إيه تي أند تي” أن تصدر نسخه مغلقة من يونكس لا يمكن لأي من المبرمجين الاضطلاع على أكوادها البرمجية وطريقة عملها ووضعت قيودا على إنتاج نسخ أخرى مبنية على النسخة المغلقة التي أصدرتها الشركة، هذة الخطوة سببت غضب ضخم لكثير من المبرمجين، منهم ريتشارد ستولمان.
لريتشارد ستولمان أهمية كبيرة في عالم البرمجيات الحرة ويعتبر الأب الروحي لها، هو مبرمج أمريكي ثوري عمل في مختبرات معهد ماساتشوستس للتقنية وعندماماساتشوستس عدم السماح للجميع باستخدام أجهزتها ووضع كلمات مرور وأسماء مستخدمين لها، قام ستولمان بفك التعمية عن كلمات المرور وأرسلها للجميع وطلب من كل العاملين بالمختبر تغيير كلمات مرورهم إلى خانات فارغه حتي يتسني للجميع استخدام الاجهزة بحرية، ستولمان مؤمن بحرية الاستخدام دون اى قيود أو حرمان.
بعد ان قامت شركة يه تي أند تي بإصدار نسخة مغلقة من يونكس، قرر ريتشارد ستولمان أن يبدأ في مشروع جنو، لبناء نظام تشغيل مفتوح المصدر بالكامل، وبالفعل في سبتمبر 1983 أعلن ريتشارد عن المشروع وإستقال من عملة في مختبرا معهد ماساتشوستس للتقنية وبدأ مشروع كأول مشروع يقوم علي أغلبة مجموعة من المتطوعين وقليل بمقابل مادي لإنتاج نظام تشغيل حر.
قام ريتشارد بكتابة نظام التشغيل هو ورفاقة عن طريق كتابة بدائل لمكونات نظام لينوكس واحدة تلو الأخرى، في نهاية الثمانينات كمانت كل عناصر النظام قد إكتملت بإستثناء “النواة” وهي قلب نظام التشغيل الذي يقوم بدور الربط بين العتاد والبرمجيات والتحكم بمصادر الجهاز.

الخروج

في هذه الأثناء كان هناك طالب في فنلندا، لينوس تورفالدز، يستخدم نظام شبية بيونكس يدعى “مينيكس” هذا النظام لم يكن يسمح للمبرمجين بتطويرة، لذا قام لينوس بمحاولة كتابة بديل لهذا النظام، وبالفعل قام مع مجموعة من المتطوعين بكتابة النواة”لينكس” ثم قاموا بتطويرها لتعمل مع مكونات نظام التشغيل “جنو” الذي انتهي ستولمان ورفاقة من جزء كبير منه، ومن هنا ظهر ما يعرف بتوزيعات (جنو/لينكس) والتي يطلق عليها لفظ شائع مختصر ومخل “لينكس”.

في عام 1990 بدأ مشروع جنو في تطوير نواة خاصة بالنظام”جنو” هذه النواة سميت بـ” هيرد” إلا أنه إلى الىن لم تخرج أى إصدارة مستقرة منها.

وهنا يجب الإشارة إلى جزئية هامة حول علاقة النواة “لينكس” بمشروع “جنو” في الواقع هما مشروعين منفصلين ويتم تطوير كل منهما بشكل منفصل، وترجع هذه الأسباب كما ذكرنا سابقا إلى أنه عندما انتهى ستولمان ورفاقة من المكونات الأساسية للنظام في مشروع “جنو” لم يكن متوفر لديهم نواة وبدأو فعليا في برمجة النواة “هيرد” وبعد بدايتهم في تطويرها بفترة بسيطة ظهرة النواة “لينكس” لذا قام الكثيرون ممن أرادو أنظمة تشغيل حرة بدأو في العمل على تطويع النواة “لينكس” ليتم استخدامها مع ادوات مشروع “جنو” لذا هناك خلط بين المشروعين وكلمة “لينكس” التي تطلق على التوزيعات المتوفرة الآن هي كلمة خاطئة، حيث أن “لينكس” هو نواة نظام التشغيل وليس نظام التشغيل بالكامل، والصحيح هو استخدام مصطلح”جنو/لينكس”.

بعد قيام مجموعات مطوري البرمجيات بدمج المشروعين “لينكس” و “جنو” وظهور نظام التشغيل “جنو/لينكس” ظهر ما يعرف بـ “توزيعات جنو/لينكس” وهي عبارة عن تطوير لنظام التشغيل “جنو/لينكس” ليكون أكثر ملائمة للاستخدامة من قبل المستخدمين العادييين، على سبيل المثال يتم إضافة واجهة رسومية لسطح المكتب وحزم التطبيقات المكتبة وغيرها، هذه التوزيعات متنوعه وكثيرة وتختلف إمكانياتها حسب الفئات التي تستهدفها أو الاعمال مخصصة لها.

– توزيعة دبيان: واحدة من أهم وأقدم التوزيعات، يقوم على تطويرها مجموعة كبيرة من المبرمجين حول العالم، ومشروع “دبيان” غير هادف للربح، وتم بناء العديد من التوزيعات الاخرى المبنية عليه والتي لها شعبيه واسعه مثل أوبنتو ومينت وغيرهما.

– توزيعة أوبنتو: توزيعه مبنية على “دبيان” تتميز بالسهولة وغالبا ما يستخدمها المستخدمين الجدد لجنو/لينكس، ويقوم على تطويرها شركة كونيكال ليمتد.

-توزيعة ريد هات: واحدة من أكثر التوزيعات شعبيه، وتتميز بالقوة والثبات وهي ما يجعلها خيارا للمزودات والخادمات، تقوم شركة “ريد هات” بتولي تطوير هذه التوزيعه.

– ماندريفا لينكس : خرجت هذه التوزيعة كمحاولة لتسهيل استخدام نظام التشغيل جنو/لينكس، حيث كانت “ريد هات” تستخدم سطر الاوامر في بكثافة فيإنجاز المهام مما أثر سلبا على عدد مستخدميها، ماندريفا حاولت تخطي هذه المشكلة.
– فيدورا: توزيعة موجهه للإستخدام المنزلي بدعم من شركة “ريد هات” تتميز بسهولة التثبيت والإستخدام و يوجد لها دعم من مجتمع مستخدمي البرمجيات الحرة بشكل كبير.

ماذكرتة بعض من التوزيعات، وهناك العشرات الاخرى منها، حاولت فقط أن أذكر أهمها- وجهة نظري- واكثرها شهره.