جنو لينكس

لمنظمات المجتمع المدني..الهجرة إلى البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر

 هذه التدوينة تتناول مقترح لرحلة الهجرة للبرمجيات الحرة، سيتم التركيز فيها على احتياجات منظمات المجتمع المدني بشكل عملي.

ثمة تخوفات متعددة من قبل المنظمات والأفراد تجاه الانتقال من البرمجيات المحتكرة (برمجيات ميكروسوفت وأبل وغيرها) إلى البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة. هذه التدوينة تتناول مقترح لرحلة الهجرة للبرمجيات الحرة، سيتم التركيز فيها على احتياجات منظمات المجتمع المدني بشكل أساسي.

المرحلة الأولى: المسح والتحليل

مسح الأوضاع الداخلية وممارسات الاستخدام

الخطوة الأولى قبل البدء الفعلي في الهجرة للبرمجيات الحرة هي مسح الممارسات الروتينية للعاملين في المنظمة. ربما من المفيد وضعها على شكل جدول يُصنف الاحتياجات طبقا لوحدات وأقسام كل منظمة على حدى. هذه النقطة ستساهم بشكل كبير لاحقا في تحديد أولويات تدريب العاملين.

يُفضل بناء المسح على ثلاث محاور:

  • المهام والبرمجيات التي يستخدمها العاملين بالمنظمة بشكل روتيني.

  • الشبكة المحلية الداخلية للمنظمة ووظيفتها الأساسية.

  • مدى ملائمة الأجهزة الطرفية (الطابعات، الماسحات الضوئية..إلخ) مع أنظمة التشغيل جنو/لينكس.

هذا المسح يشترك في إنجازه تقني متخصص، أو على الأقل شخص ما من العاملين بالمنظمة يمتلك حد أدنى من المعرفة التقنية، عن طريق جمع المعلومات والبيانات من قبل كل فرد بالمنظمة أو من خلال فرد واحد يمثل مجموعة عاملين يقوموا على إنجاز مهام متشابهة.

مسح للبرمجيات المستخدمة ووظائفها

الخطوة الأولى في المسح هي حصر البرمجيات التي يستخدمها العاملين بالمنظمة بشكل روتيني لانحاز عملهم. هذه النقطة ستساهم لاحقا في اختيار البرمجيات التي سيتم الاعتماد عليها أثناء رحلة الهجرة للبرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر، ومرحلة الانتقال الكامل للبرمجيات الحرة.

حصر البرمجيات التي يستخدمها العاملون بالمنظمة يجب أن يكون من خلال مشاركة العاملين بالمنظمة. على كل شخص بالمنظمة أن يحدد بدقة بمشاركة التقني القائم بإعداد التحليل الأولي ماهية الوظائف التي ينجزها بالحاسوب. فعليا سيكون هناك العديد من الوظائف المشتركة بين جميع العاملين.

مثال: يمكن إنجاز هذا الحصر عبر استخدام تقسيم المهام إلى ٨ تصنيفات أساسية بالإضافة إلى أنظمة التشغيل نفسها والتي غالبا ما ستكون ميكروسوفت ويندوز؛

  • المهام مكتبية: البرمجيات التي يستخدمها العاملين في إنجاز أعمالهم المكتبية، ككتابة المستندات على اختلافها أو إعداد العروض الشرائحية، أو غيرها من الأمور المتعلقة بتحرير النصوص. على الأغلب سيكون الاعتماد بشكل أساسي على حزمة ميكروسوفت المكتبية أوفيس.

  • مهام التصميم البصري: البرمجيات التي تُستخدم لإنجاز تحرير الصور والأفلام وغيرها من التصاميم البصرية التي تخرج عن المنظمة. منتجات أدوبي هي الأشهر والأكثر استخداما لإنجاز مثل هذه الأمور، سواء كان في تحرير الصور أو مونتاج الفيديو أو التصميم البصري لإصدارات المنظمة (الأغلفة والصفحات الداخلية) أو الملصقات.

  • المهام المتعلقة بالموقع الإلكتروني: برمجيات إدارة المحتوى على الموقع الإلكتروني، وما يتعلق به. وبغض النظر عن البرمجيات المستخدمة في ذلك، إلا أن هذه النقطة تُعتبر الأسهل حيث أن القائم على إدارة الموقع الإلكتروني على الأغلب سيمتلك الخبرة والمعرفة التقنية التي تؤهله للانتقال السلس إلى برمجية إدارة محتوى مختلفة عن التي يستخدمها، كما أن البرمجيات الحرة لها حصة ضخمة في إدارة محتوى المواقع الإلكترونية ما يعني أنه على الأغلب ستكون البرمجية المستخدمة هي برمجية حرة بالفعل.

  • المهام المتعلقة بالمحاسبات: إذا كان قسم المحاسبة بالمنظمة يستخدم برمجية معينة لإدارة الموارد المالية للمؤسسة. إذا كان الاعتماد على إنجاز أعمال المحاسبة يتم من خلال حزمة ميكروسوفت أوفيس سيكون الانتقال أسهل وأكثر سلاسة من استخدام برمجيات مُخصصة لإنجازها.

  • المهام المتعلقة بالأرشفة: إذا كانت المنظمة تستخدم حل حوسبي ما أو برمجية لأرشفة علمها. يمكن أن تكون هذه الأرشفة تتعلق بالقضايا التي تعمل عليها المنظمة أو أرشفة للأنشطة التي تقوم بها المنظمة والمستفيدين وفئاتها المستهدفة، أو حتى للأخبار وما يتعلق بعلم المنظمة.

  • ما يتعلق بالشبكة الداخلية والأجهزة الطرفية: الطابعات والماسحات الضوئية والخادوم الداخلي للمنظمة، إن وجدوا. والتي غالبا ما يشترك أكثر عامل في استخدامها.

  • مهام أخرى: هناك بعض البرمجيات التي يحتاجها العاملون أيضا مثل برامج إدارة البريد الإلكتروني والتواصل عبر الإنترنت والتخزين السحابي، ومُشغلات الوسائط المتعددة وغيرها من البرمجيات. هذه النقطة أيضا مهمة في مرحلة الانتقال، لذا يجب تحديدها بدقة أيضا.

كم عدد مستخدمي جنو/لينكس المطلوبين لتغيير مصباح كهربائي؟

كم عدد مستخدمي جنو/لينكس المطلوبين لتغيير مصباح كهربائي؟

1 لإرسال موضوع لقائمة بريدية يقول فيه أن المصباح قد أُحرق.

1 ليقترح محاولة تشغيل المصباح من خلال سطر الأوامر.

1 ليتذمر من أن المستخدم قد أتلف السلك الناظم الخاص بالمصباح.

1 ليسأل ما المصباح الجديد الذي سيقوم بتركيبه.

1 لينصح بأنه لا يجب أن نستخدم كلمة احترق لو كُنّا نعني أن المصباح الكهربائي أُتلف. لأن هذا يعني أن المصباح قد وُضع على النار. وأن الصحيح القول بأن المصباح قد أُتلف بسبب وجود فائض من التيار الكهربائي.

25 ليقدموا اقتراحات لتركيب كافة أنواع المصابيح الموجودة والتي يمكن تخيلها.

5 ليقولوا أن المصباح مُحترق بسبب منبع التيار الكهربي وليس التوزيعة. وأن هناك علة مفتوحة [open bug] على القائمة البريدية الخاصة بالمطور.

1 مُستجد يقترح تركيب مصباح ميكروسوفت.

250 مستخدم يغرقوا البريد الإلكتروني للمستجد بالرسائل.

300 ليقولوا أن مصباح ميكروسوفت سوف يتحول للون الأزرق، ما يستوجب أن تقوم بإعادة تشغيل المصباح بشكل مستمر ليعمل بوضعه الطبيعي؟

1 مستخدم سابق لجنو/لينكس، لا يزال يتردد على المنتدى، ينصح بتركيب iBulb من أبل، ذو التصميم الجديد والمبتكر، بسعر 250دولار.

20 ليقولوا أن مصابيح أبل ليست حرة، وإمكانياتها أقل بعشرين مرة من المصابيح القياسية.

15 ليقترحوا تركيب مصباح صناعة وطنية.

30 ليقولوا أن المصابيح الكهربية ذات الصناعة الوطنية، هي إعادة إنتاج عرجاء للمصابيح الأجنبية. وأنها لا تقدم أي شيئ جديد.

23 يتجادلوا فيما إذا كان يجب أن يكون المصباح أبيض أم شفاف.

1 يُذكّر الجميع بأن الاسم الصحيح للمصباح هو جنو/مصباح.

1 يقول أن المصابيح الكهربائية هي شيئ لمستخدمي ويندوز المليء بالعلل، وأن مستخدمي جنو/لينكس الحقيقيون لا يخافوا الظلام.

1 ليعلن أخيرا عن نوع المصباح الذي سيتم تركيبه.

217 ليتجاهلوا النموذج المختار ويقدموا اقتراح آخر.

6 للشكوى من أن المصباح المُختار به مكونات مُحتكرة وأن هناك مصباح آخر يجب استخدامه.

20 ليقولوا أن 100% من المصابيح الحُرة غير متوافقه مع مفتاح تشغيل المصباح.

نفس الـ6 السابقون، ليقترحوا تغيير مفتاح المصباح والحصول على آخر متوافق.

1 ليصرخ بالله عليكم، توقفوا عن الجدال وغيروا المصباح

350 ليسألوا المستخدم السابق، ما الإله الذي تتحدث عنه، وما إذا كان لديه براهين علمية على وجوده.

1 ليشرح كيفية عمل الكهرباء ولماذا المصباح الكهربائي عديم الكفاءة.

1 ليقول أننا لا يمكننا الثقة في مصباح من صُنع شركة. وأنه يجب علينا الثقة في المصابيح من صُنع المجتمع.

1 ليرد برابط به ملف ODF يشرح كيفية بناء مصباح من نقطة الصفر.

1 ليشتكي من صيغة الملف السابق، ويطلب إرساله بصيغة txt أو LaTex.

5 لقول أن القرار المُتخذ لم يعجبهم وأنهم سيفصلون التيار الكهربائي عن المنزل ويقوموا بتركيب مصباح أفضل

1 للرد بسلسلة من الأوامر التي سيتم وضعها لتغيير المصباح.

1 للتعليق بأنه نفّذ الأوامر، وحصل على رسالة خطأ [error message].

1 لتقديم نصيحة بأنه يجب تنفيذ الأوامر كمستخدم جذر (Root)

وأخيرا

بينما الجميع منهمك في النقاش، ذهب والد المستخدم الأول واشتري أرخص مصباح بالمتجر.

—-

*هذه المُزحة أُرسلت بالبريد الإلكتروني لمؤسسة البرمجيات الحرة من قبل مؤلفها، أندريه ماتشادو.

التدوينة مترجمة عن موقع مؤسسة البرمجيات الحرة.

عن المدونات و علاء ولينكس..2005/2008

-2005-

شعار حركة كفاية
شعار حركة كفاية

في مطلع 2005 كنت قد بدأت اكتب في مدونة تتناول موضوعات في التقنية، كتبت بها عدة مقالات حول إنشاء مواقع إنترنت بسيطة للمبتدئين، أغلقتها بعد أشهر قليلة حيث انشغلت بمدونة أخرى، بالإضافة لبعض الأنشطة التطوعية في حزب الغد، ثم حركة شباب من أجل التغيير وحركة كفاية، خاصة وأن حركة كفاية كان لها منتدى (مندرة كفاية) بالإضافة لعدة مجموعات بريدية لحركات شبابية.

في أحد المظاهراتربما في صيف 2005- وقع في يدي منشور يُوزع في المظاهرة، به عدد من المدونات المصرية، لا أتذكر كل المدونات التي كانت بها، لكني أتذكر أني عرفت مدونة دلو منال وعلاء من خلالها.

دلو منال وعلاء، لم تكن فقط مدونة شخصية للزوجين، لكنها احتوت مجمع المدونات المصريةحيث عمل المجمع على مدار عدة سنوات كبوتقة تجمع ما يكتبه المدونين المصريين، وقتها كانت المدونات قليلة جدا،أظنها لم تتعدى 100 مدونة حتى النصف الثاني من سنة 2005.في نفس الفترة صداقة بيني وبين العديد من المدونين، عمر ووائل ومحمود ومحمد عادل وغيرهم.

شعار التنين البمبي
شعار التنين البمبي

بالإضافة لمجمع المدونات المصرية، قام علاء ومنال بتقديم دعم تقني لبعض المدونين، من ذلك استضافة بعض المدونات المصرية على خادومهم. في هذه الفترة كان هناك بعض الصعوبات التقنية التي تواجه المدونين المصريين خاصة ممن ليس لديهم خبرات تقنية كافية لتطويع المدونات لتقبل اللغة العربية بشكل صحيح (النصوص من اليمين إلى اليسار) أظن أن ما قام به علاء وقتها كان جيدا، حيث كانت المدونات التي استضافها تدعم اللغة العربية وشكلها مقبول ومُنسق بنسبة كبيرة. كما أنه اعتمد على دروبال مفتوح المصدر كمنصة للتدوين، وبالأساس علاء من داعمي البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة منذ سنوات.

علاء كان بيضّرب بردو في المظاهرات وقتها، اقرأ (ملناش غير الانتصارات الصغيرة (الأرض لو عطشانةبالعربى)

-2006-

استقريت تماما في القاهرة في بداية سنة 2006. تعرفت على مجموعات كثيرة من الشباب المنخرط في حركات التغيير والأحزاب السياسية وقتها. هذه الفترة أثرت جدا في حياتي، اكتسبت خلالها صداقات وخبرات في مجال التقنية وانخرط وسط مجموعات شبابية متعددة.

في 2002 تقريبا، نشرت مجلة الشباب في أحد أعدادها، مقالة مطولة عن لينكس، وأرفقت بعدد المجلة اسطوانه بها نسخة من أحد التوزيعات، أظنها كانت ماندريفا، حاولت تثبيتها على حاسوبي الشخصي، إلا أني لم أستطيع تعريف، بطاقة الفاكس المسؤولة عن الاتصال بالإنترنت، مما جعلني أتراجع وأحاول إعادة تثبيت ميكروسوفت ويندوز، لم أستطع للأسف أن أعيد تثبيت ميكروسوفت ويندوز، ظننت أن القرص الصلب قد انتهى أجله وعليه قمت بالتخلص منه، واشتريت آخر جديد. بالصدفة في 2006 عرفت أن القرص لم يكن به شيئ،فقط لينكس يستخدم نظام ملفات مختلف عن ويندوز.

عرفت لينكس مرة أخرى من أحد تدوينات علاء، لكني لم أحاول أن أجربة، ما حدث سابقا لا يُنسى بسهولة. حضرت بعدها تدريب لتثبيت لينكس في مسرح روابط. أذكر جيدا أنه تم تقسيمنا لمجموعات كان حظي أن كنت في مجموعة مدربها هو محمد سمير، لم أراه قبل هذا اللقاء ولا بعده، فقد أتذكر أن انطباعي عنه كان فولاب، الشخص المتماهي مع الأكواد“.

الدفاع الذاتي للبريد الإلكتروني (كيفية تشفير البريد الإلكتروني)

هذا الدليل يشرح طريقة تشفير البريد الإلكتروني على أنظمة التشغيل جنو لينكس ، باستخدام تطبيق ثيندربيرد و إضافة انيجميل.

هذه الترجمة هي ترجمة غير رسمية لدليل Email Self-Defense صادر عن مؤسسة البرمجيات الحرة.

الدليل الأصلي يحتوى على شرح لاستخدام الأدوات على أنظمة التشغيل المختلفة (جنو/لينكس – ويندوز – ماك) هذه الترجمة للجزء الخاص بأنظمة التشغيل جنو/لينكس فقط، لكن هناك تشابه لحد بعيد بين الخطوات على أنظمة التشغيل المختلفة.

للإطلاع على الدليل الأصلي  : https://emailselfdefense.fsf.org/en/index.html

ترخيص الإستخدام

هذا الدليل مرخص برخصة المشاع الإبداعي، النسبة، الإصدار٤.٠

تنويه

إذا وجدت أي مشكلة في الترجمة أو اقتراحات لتطويرها أرجو مراسلتي عبر هذا الرابط.

عن مؤسسة البرمجيات الحرة

fsf-logo نناضل من أجل حقوق مستخدمي الحواسيب، وتعزيز تطوير البرمجيات الحرة. مقاومة الرقابة الجماعية مهم جدا بالنسبة لنا.

نريد بشدة تعزيز مثل هذه الأدوات مع الأشخاص وعلى الشبكة لمساعدة أكبر عدد من الناس قدر الإمكان لاتخاذ الخطوة الأولى نحو استخدام البرمجيات الحرة لحماية خصوصيتهم. هل يمكنك التبرع أو أن تصبح عضوا لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف؟


نظام “جنو/لينكس” التكوين والخروج

البرمجيات الحرة ليست مجرد مجموعة من البرامج وأنظمة التشغيل التي توفر قدرا كبيرا من حرية الاستخدام، وتعطي الكثير من الحقوق للمستخدمين، لكنها ثقافة ومجتمع يمتد بجزورة إلى جيل من المبرمجين الذين أثروا على التطور البشري كلة بإنتجاتهم منذ منتصف القرن العشرين.
في هذا المقال لن أتناول الأفكار التي تدعو لها البرمجيات الحرة بشكل مباشر، هناك العديد من المقالات التي يمكن ان تجدها على المواقع المهتمة بالبرمجيات الحرة وفلسفتها، لكني سأتعرض لأهم المحطات التاريخية التي أظهرت لاحقا حركة البرمجيات الحرة ونظام التشغيل “جنو/لينكس“

التكوين

في نهاية الستينات قام معهد ماساتشوستس للتقنية و مختبرات بيل و شركة جينرال إلكتريك ، في إنتاج نظام تشغيل يدعي مولتكس، هذا النظام كان رديئا ولم يثبت نجاحا يذكر، مما دعي مختبرات بيل للخروج من المساهمة في تطوير هذا النظام، مختبرات بيل لاحقا إتحدت مع شركة إيه تي أند تي الأمريكية.
بعدها بأعوام قليله قام أحد مطورى نظام التشغيل مولتكس بتطوير نظام تشغيل آخر أكثر جودة وبه مميزات لم تكن موجودة سابقا كأن يقوم النظام بتنفيذ أكثر من مهمه في وقت واحد او يستخدم من قبل أكثر من مستخدم ، هذا النظام كان نظام التشغيل “يونكس” وكان مكتوب بلغة التجميع Assembly في هذه الفترة قامت مختبرات بيل بتقديم الدعم المادي للنظام الجديد “يونكس” وخرج النظام إلى النور عام 1973.
في عام 1973 قامت مختبرات بيل بإعادة كتابة نظام التشغيل “يونكس” بلغة C مما مكن المطورين الآخرين بنقل النظام إليهم وإضافة التعديلات التي يريدونها والتحسينات التي يرونه، لاحظ أن مختبرات بيل أطلقت النظام بشكل مفتوح ليقوم مطورين آخرين بتحسينة، وعلى مدى عشرة سنوات الاحقة ظهرت نسخ متعددة من يونكس ولاقي نجاحا كبيرا، مما جعل مختبرات بيل التي أصبحت تدعي “إيه تي أند تي” أن تصدر نسخه مغلقة من يونكس لا يمكن لأي من المبرمجين الاضطلاع على أكوادها البرمجية وطريقة عملها ووضعت قيودا على إنتاج نسخ أخرى مبنية على النسخة المغلقة التي أصدرتها الشركة، هذة الخطوة سببت غضب ضخم لكثير من المبرمجين، منهم ريتشارد ستولمان.
لريتشارد ستولمان أهمية كبيرة في عالم البرمجيات الحرة ويعتبر الأب الروحي لها، هو مبرمج أمريكي ثوري عمل في مختبرات معهد ماساتشوستس للتقنية وعندماماساتشوستس عدم السماح للجميع باستخدام أجهزتها ووضع كلمات مرور وأسماء مستخدمين لها، قام ستولمان بفك التعمية عن كلمات المرور وأرسلها للجميع وطلب من كل العاملين بالمختبر تغيير كلمات مرورهم إلى خانات فارغه حتي يتسني للجميع استخدام الاجهزة بحرية، ستولمان مؤمن بحرية الاستخدام دون اى قيود أو حرمان.
بعد ان قامت شركة يه تي أند تي بإصدار نسخة مغلقة من يونكس، قرر ريتشارد ستولمان أن يبدأ في مشروع جنو، لبناء نظام تشغيل مفتوح المصدر بالكامل، وبالفعل في سبتمبر 1983 أعلن ريتشارد عن المشروع وإستقال من عملة في مختبرا معهد ماساتشوستس للتقنية وبدأ مشروع كأول مشروع يقوم علي أغلبة مجموعة من المتطوعين وقليل بمقابل مادي لإنتاج نظام تشغيل حر.
قام ريتشارد بكتابة نظام التشغيل هو ورفاقة عن طريق كتابة بدائل لمكونات نظام لينوكس واحدة تلو الأخرى، في نهاية الثمانينات كمانت كل عناصر النظام قد إكتملت بإستثناء “النواة” وهي قلب نظام التشغيل الذي يقوم بدور الربط بين العتاد والبرمجيات والتحكم بمصادر الجهاز.

الخروج

في هذه الأثناء كان هناك طالب في فنلندا، لينوس تورفالدز، يستخدم نظام شبية بيونكس يدعى “مينيكس” هذا النظام لم يكن يسمح للمبرمجين بتطويرة، لذا قام لينوس بمحاولة كتابة بديل لهذا النظام، وبالفعل قام مع مجموعة من المتطوعين بكتابة النواة”لينكس” ثم قاموا بتطويرها لتعمل مع مكونات نظام التشغيل “جنو” الذي انتهي ستولمان ورفاقة من جزء كبير منه، ومن هنا ظهر ما يعرف بتوزيعات (جنو/لينكس) والتي يطلق عليها لفظ شائع مختصر ومخل “لينكس”.

في عام 1990 بدأ مشروع جنو في تطوير نواة خاصة بالنظام”جنو” هذه النواة سميت بـ” هيرد” إلا أنه إلى الىن لم تخرج أى إصدارة مستقرة منها.

وهنا يجب الإشارة إلى جزئية هامة حول علاقة النواة “لينكس” بمشروع “جنو” في الواقع هما مشروعين منفصلين ويتم تطوير كل منهما بشكل منفصل، وترجع هذه الأسباب كما ذكرنا سابقا إلى أنه عندما انتهى ستولمان ورفاقة من المكونات الأساسية للنظام في مشروع “جنو” لم يكن متوفر لديهم نواة وبدأو فعليا في برمجة النواة “هيرد” وبعد بدايتهم في تطويرها بفترة بسيطة ظهرة النواة “لينكس” لذا قام الكثيرون ممن أرادو أنظمة تشغيل حرة بدأو في العمل على تطويع النواة “لينكس” ليتم استخدامها مع ادوات مشروع “جنو” لذا هناك خلط بين المشروعين وكلمة “لينكس” التي تطلق على التوزيعات المتوفرة الآن هي كلمة خاطئة، حيث أن “لينكس” هو نواة نظام التشغيل وليس نظام التشغيل بالكامل، والصحيح هو استخدام مصطلح”جنو/لينكس”.

بعد قيام مجموعات مطوري البرمجيات بدمج المشروعين “لينكس” و “جنو” وظهور نظام التشغيل “جنو/لينكس” ظهر ما يعرف بـ “توزيعات جنو/لينكس” وهي عبارة عن تطوير لنظام التشغيل “جنو/لينكس” ليكون أكثر ملائمة للاستخدامة من قبل المستخدمين العادييين، على سبيل المثال يتم إضافة واجهة رسومية لسطح المكتب وحزم التطبيقات المكتبة وغيرها، هذه التوزيعات متنوعه وكثيرة وتختلف إمكانياتها حسب الفئات التي تستهدفها أو الاعمال مخصصة لها.

– توزيعة دبيان: واحدة من أهم وأقدم التوزيعات، يقوم على تطويرها مجموعة كبيرة من المبرمجين حول العالم، ومشروع “دبيان” غير هادف للربح، وتم بناء العديد من التوزيعات الاخرى المبنية عليه والتي لها شعبيه واسعه مثل أوبنتو ومينت وغيرهما.

– توزيعة أوبنتو: توزيعه مبنية على “دبيان” تتميز بالسهولة وغالبا ما يستخدمها المستخدمين الجدد لجنو/لينكس، ويقوم على تطويرها شركة كونيكال ليمتد.

-توزيعة ريد هات: واحدة من أكثر التوزيعات شعبيه، وتتميز بالقوة والثبات وهي ما يجعلها خيارا للمزودات والخادمات، تقوم شركة “ريد هات” بتولي تطوير هذه التوزيعه.

– ماندريفا لينكس : خرجت هذه التوزيعة كمحاولة لتسهيل استخدام نظام التشغيل جنو/لينكس، حيث كانت “ريد هات” تستخدم سطر الاوامر في بكثافة فيإنجاز المهام مما أثر سلبا على عدد مستخدميها، ماندريفا حاولت تخطي هذه المشكلة.
– فيدورا: توزيعة موجهه للإستخدام المنزلي بدعم من شركة “ريد هات” تتميز بسهولة التثبيت والإستخدام و يوجد لها دعم من مجتمع مستخدمي البرمجيات الحرة بشكل كبير.

ماذكرتة بعض من التوزيعات، وهناك العشرات الاخرى منها، حاولت فقط أن أذكر أهمها- وجهة نظري- واكثرها شهره.

الإنتقال للبرمجيات الحرة

مايكروسوف وأبل، الشركتان الأشهر في إنتاج أنظمة التشغيل الحاسوبية، شركات عملاقة تسيطر على أغلبية سوق الحواسيب الشخصية، ربح بمليارات الدولارات وأنظمة وحكومات وشركات ومؤسسات ضخمة تتعامل مع هذه الشركات لتذويدها بانظمة التشغيل والبرمجيات المكتبية وغيرها.

في عام 1976 أرسل بيل جيتس رسالة عامة لهواة البرمجة حول العالم، عرفت هذه الرسالة بـ”رسالة مفتوحة إلى الهواة”، هذه الرسالة لم تحتوي على أى شيئ سوى استياء بيل جيتس ورفيقة من مشاركة البرمجيات التي تنتجها شركتهما..هذه الرسالة بداية حقيقية لظهور احتكار البرمجيات والعلم والتطور الذي نعيشة الآن، ولاحقا أثر قبح الأفكار التي جائت بها على التطور وتوسيع الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة ودول العالم الثالث.
الإنتقال إلى العالم الحر

ماذا يجعلني أنتقل لبرمجيات حرة وأنا أحصل على البرمجيات الإحتكارية دون مقابل؟

هل لاحظت صعوبة مؤخرا في نسخ برمجيات شركة”أدوبي”؟ وربما ويندوز؟ في الحقيقة هي حيلة تستخدمها الشركات العملاقة للسيطرة على السوق العالمي لاستغلاله لاحقا، ميكروسوفت وغيرها تترك ثغرات تمكن المخترقين من قرصنة منتجاتها لتشبع سوق الدول النامية والدول التي لا يوجد بها قوانين تحمي الملكية الفكرية، ليوم المستخدمين/المؤسسات بالاعتماد و الإعتياد الكامل على برمجياتها، مما يضطرهم لاحقا للدفع مقابل استخدام هذه البرمجيات، لذا فلا تتعجل، عاجلا أم آجلا ستضطر أن تدفع مقابل الحصول على هذه البرمجيات.

لماذا أنتقل إلى البرمجيات الحرة؟

في الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تستخدم هذه النوعيات من البرمجيات، ربما اهمها أنك لن تضطر أن تستخدم برمجيات منسوخة، وبها علل بالجملة، وإذا كنت تعمل بمؤسسة أو تمتلك واحدة، فلن تضطر أن تقوم بدفع آلاف الدولارات للحصول على نظام تشغيل أو حزمة برمجيات مكتبية، مع البرمجيات الحرة ستدفع القليل جدا من المال لقاء استخدامك وربما لن تدفع شيئا على الإطلاق اذا كانت متطلباتك متوسطة.

لكن على الجانب الآخر فهناك الكثير من المميزات العملية التي تجعلني أن احبذ استخدام البرمجيات المفتوحة سواء في الاستخدام الشخصي أو في المؤسسات، فبالاضافة للسبب سابق الذكر، هناك أسباب أخرى رئيسية تجعل الإنتقال للبرمجيات الحرة أمرا ضروريا:

الإستخدام الحر

في العالم البرمجيات الحرة يمكنك أن تقوم بنسخ البرمجية لعدد غير محدود واستخدامها على عدد غير محدود من الأجهزة بالاضافة إلى أنه يمكنك أن تستخدمها في أى غرض من الاغراض التي تناسبك ، بل وتطويرها ليناسب أغراضك دون وضع أى قيود لعى التطوير والاستخدام.

تخيل مثلا أنك حصلت على برمجية لبيع المنتجات على الإنترنت، لكن هذه البرمجية لا تناسب احتياجاتك، لو كانت برمجية محتكرة/غير حرة، ستضطر أن أن تدفع للمنتجيها للقيام بتطويرها بما يناسب احتياجاتك إن كانت حرة، يمكنك أن تقوم بنفسك بتطوير هذه البرمجية أو الدفع قليلا جدا مقابل التطوير، قس على ذلك في كل البرمجيات التي تستخدمها، يمكنك أن تطور أى برمجية حرة لتناسب احتياجاتك أو حتى تستخدم أى مناه في أى من الاغراض حتى وإن كانت غير مخصصة لهذا الغرض.

الثبات والامان

وداعا للفيروسات ووداعا لجملة”الويندوز وقع” أنظمة التشغيل الحرة، لها العديد من المييزات أهمها هو نظافتها من الفيروسات، أنا استخدم نظام تشغيل “أوبنتو” منذ 5 سنوات تقريبا، لم أواجه مشكلة الفيروسات إطلاقا، وأعتقد أن جميع مستخدمي البرمجيات الحرة يعرفون هذه الميزة.

بالاضافة لذلك، فالأنظمة الحرة ذات جودة عالى جدا، فمن حيث متطلبات التشغيل لا تحتاج الكثير لتشغيلها، وهذا يؤثر جدا على أداء الحاسوب والنظام، لن تضطر مثلا أن تقوم بعمل إعادة تشغيل للحاسوب ، حقيقة لا أتذكر متي كانت أخر مرة “جهازي يهنج وأعمل ريستارت” كما أن البنية البرمجية التي تقوم عليها البرمجيات الحرة توفر قدر عالى جدا من الحماية ضد الاختراق والبرمجيات الخبيثة، مما يجعلها صاحبة النصيب الأكبر في تشغيل الخواديم والمعاملات المصرفية، وغيرها.

الخلاصة أنك ستريح بالك من كل مهاترات مكافح الفيروسات والجدار الناري وقائمة البرمجيات التي تجعل من سرعة جهازك وأدائة جحيم.

التطوير والابتكار

عندما تستخدم نظام تشغيل محتكر، ميكروسوفت ويندوز على سبيل المثال، وواجهتك مشكلة في عمل النظام، في الغالب لكن تتمكن من حلها، وستضطر أن تقوم بإعادة تثبيته، في حالة البرمجيات الحرة فأنت تستطيع أن تقوم بحل أى مشكلة تواجهك دون الاضطرار لأن تقوم باعادة التثبيت، عن تجربة شخصية كنت عندما أواجه أى مشكلة في النظام أقوم بنسخ رسالة الخطأ ووضعها في جوجللتظهر لي عشرات الحلول دون أى عناء يذكر، أما اذا كنت متمكنا أكثر مني في البرمجيات الحرة والبرمجة، ربما تستطيع أن تساعد الملايين في حل المشاكل التي تواجههم في برمجياتهم.

في البرمجيات المحتكرة عندما تظهر أى مشكلة برمجية، فأنت تضطر أن تنتظر إلى أن تقوم الشركة المنتجة بإصلاح العيب، لكن إذا كنت تستخدم البرمجيات الحرة فلن تضطر لذلك فهناك الآلاف من المبرمجين حول العالم سيقوموا بايجاد حلول لهذه العيوب، حتى أنة في البرمجيات الشهيرة لن تضطر لتنتظر شهور لاصلاح هذه العيوب، فقط بضع أيام وربما ساعات وإبحث عن مشكلتك لتجد حلها.

حاول ان تسأل أحد مستخدمي البرمجيات الحرة، عن مقدار الاستفادة والخبرة التقنية التي اكتسبها بعد أن اعتمد كاملا على البرمجيات الحرة.

الإنتقال للبرمجيات الحرة

هناك العديد من الكتب المتاحة مجانا تتناول الإنتقال للبرمجيات الحرة، في أسفل التدوينة سأقوم بوضعها أهمها، وأعرف جيدا أن هذه الخطوة صعبة على كثيرون، فجميعنا قضي حياته في استخدام البرمجيات المحتكرة ، وبالطبع أغلب الذين يتعامل معهم أيضا لا يستخدمون البرمجيات الحرة، دعني أطمئنك أولا أنك ستجد بدائل لكل البرمجيات التي تستخدمها، كما أنك لن تقابل مشاكل في مشاركة الملفات مع مستخدمي البرمجيات الغير الحرة.

برمجيات الحزم المكتبية: في البرمجات الحرة هناك عدد من البدائل لـ MSoffice برمجية Libreoffice ممتازة ويمكنها قراءة ملفات ميكروسوفت بالإضافة إلى أنها تتطور بشكل سريع جدا

برمجيات التصميم والجرافيكس: هناك العديد من البرمجيات التي يمكن الإعتماد عليها بعد إنتقالك للعالم الحر، على سبيل المثال يمكنك استخدام برنامج GIMP بديلا عن الفوتوشوب، ويمكنك استخدام برنامج بلندر بديلا عن 3DMAX وبرنامج Synfig بديلا عن الفلاش

برامج الوسائط المتعددة وتحرير الفيديو والصوت: برنامج VLC يعتبر واحد من أهم وأقوى برمجيات تشغيل الوسائط المتعددة، كما يوجد عدد من البرمجيات التي يمكن استخدامها في تحرير المقاطع المصور مثل Kdenlive وغيرها كما يمكنك استخدام برمجية Linux MultiMedia Studio لتحرير الصوت

المتصفحات وبرامج التواصل: في الغالب ستكون سمعت سابقا بمتصفح فايرفوكس هو فعلا متصفح مميز وثابت وآمن ويستحق الاستخدام، كما أنك أيضا يمكن أن تستخدم متصفح كروم من جوجل، وإن كنت لا أفضلة، أيضا يمكنك ان تستخدم برنامج pidgin للتواصل فهو يتيح لك ان تستخدم أغلب برامج الدردشة من خلاله، كما أن بعض برامج التواصل توفر نسخ مخصصة لأنظمة التشغيل الحرة، كسكايب على سبيل المثال

ما ذكرته سابقا هو فقط البرمجيات التي استخدمها كبدائل عن مثيلتها الغير حرة، لكن ثق أنك ستجد بديلا عن كل البرمجيات المحتكرة التي تستخدمها حاليا