برمجيات حرة

قصة جنو/لينكس

قصة جنو/لينكس

في ستينيات القرن الماضي، بمدينة نيويورك، كان هناك طالب بالثانوية يُدعى ريتشارد ستولمان. ربما لم تسمع عنه من قبل، لكن بالتأكيد سمعت عن لينكس. جيد، إذا كنت بالفعل قد سمعت عن لينكس فدعني أؤكد لك أن ستولمان ليس له أي علاقة بلينكس.

في أجازة دراسته الثانوية حصل ستولمان على وظيفة في معمل آي بي إم بمدينة نيويورك، الوظيفة كانت عبارة عن مهمة لكتابة برنامج للتحليل الرياضياتي. يبدو أن الأمور كانت معقدة كثيرا وليست كما هي الآن، فلم يكن هناك جوجل وفيسبوك ميكروسوفت وأبل، وأنظمة تشغيل بنوافذ سهلة الاستخدام. فعليا لم يكن هناك من يستطيع الذهاب لمتجر وشراء حاسوب يضعه في حقيبة خلف ظهره، ولا حتى هناك من يقوم بـتجميع كيسة حاسوبأو شراء واحدا مستورد.

التحق ستولمان بجامعة هارفارد بعد إنهاءه المرحلة الثانوية،وفي عام 1971 أصبح مبرمجا في مختبرات معهد ماساشوستس. يبدو الاسم غريب، ما زلت أضع اسم هذا المعهد في جوجل قبل كتابته حتى لا أخطئ حروفه. بالمناسبة هذا المعهد يرتبط به قرابة الثمانيين من الحائزين على جائزة نوبل، من خرجين أو باحثين أو أساتذة.

لاحقا عمل ستولمان كهاكر في مختبرات معهد ماساشوستس. في هذا الوقت المبكّر لم يكن الهاكر تعني شيئا سيئا، بل على العكس، أُطلق هذا اللفظ على المبرمجين المتميزين. وتأثير الهاكرز الإيجابي في تطور التقنية والإنترنت والبرمجيات يفوق تأثير كبريات الشركات التي نسمع عنها الآن. لينكس مثلا قام برمجها مجموعات من الهاكرز.

ما الرابط بين ستولمان ولينكس؟

كانت الأمور على ما يرام في معهد ماساشوستس، ويعمل ريتشارد ستولمان وزملاءه الهاكرز على أجهزتهم وحواسيبهم دون قيود وبحرية، إلى أن استيقظ ستولمان وزملاءه ذات يوم ليجدوا قاعدة جديدة، حيث استخدم المعهد نظام كلمات المرور لتحديد من يستخدم أجهزة المختبر. يبدو أن ستولمان أُزعج جدا من هذا النظام، لدرجة اخترق النظام وأرسل للمستخدمين كلمات مرورهم بالبريد الإلكتروني واقترح عليهم تغيير كلمات مرورهم إلى كلمات مرور فارغة بحيث يستطيع الآخرون استخدام الأجهزة بحرية دون الحاجة لكلمة مرور. يٌقال أن 20% من العاملين بالمختبر استجابوا لدعوة ستولمان.

في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات بدأت ثقافة الهاكرز في الاضمحلال. ثقافة الهاكرز ببساطة هي أن كل هاكر (مبرمج محترف) كان يقوم بمشاركة برامجه مع الآخرين، دون وجود عوائق تتعلق بالملكية الفكرية أو منع النسخ أو منع الاطلاع على الشيفرة المصدرية للبرمجيات.

الشيفرة المصدرية هي الأوامر والتعليمات المكتوبة بلغة من لوغات البرمجية التي يتكون منها أي برنامج حاسوبي ، حيث إنه يتعذر تعديل أو إعادة برمجة أو تحويل البرنامج إلى أي لغة برمجة أخرى من غير الملفات المصدرية للبرنامج. من ويكيبيديا.

ماذا تعرف عن الشبكات الاجتماعية غير المركزية؟

نُشر أولا على موقع دوت مصر

هل تذكر أول مرة أنشأت فيها حسابا على “فيس بوك”؟ ربما أنشأته منذ عدة سنوات، ومنذ لحظتها وأنت تُغذّي الموقع ببيانات عنك، بداية من اسمك وعملك وحتى تفاصيل حياتك اليومية، ما أعجبك وما لم تلق له بالا، ميولك تجاه ما يحدث حولك، صورك وصور من تعرفهم، شبكة علاقاتك. كم هائل من البيانات التي يُغذّي بها المستخدمين حساباتهم على الشبكات الاجتماعية.

الشبكات الاجتماعية تعرفنا جيدا

يعرفك “فيس بوك” وغيره من الشبكات الاجتماعية جيدا، كل تصرف تقوم به على أحد هذه الشبكات يتم تسجيله على الخواديم (Servers) التابعة لهذه الشركات، “فيس بوك” وجوجل وغيرهما من المواقع والشبكات الاجتماعية يعرفون جيدا تفضيلاتك وسلوكك على الشبكة، ما تبحث عنه وما تتصفحه.

يتجاوز الأمر جمع وحفظ البيانات على خوادم، إلى إجراء دراسات على الحالة النفسية، كما حدث مع بعض مستخدمي “فيس بوك”، عندما قامت بمجموعة من الدراسات النفسية على 700 ألف مستخدم، لمعرفة الحالة العاطفية التي يشعر بها المستخدم على إثر ما يقرأه على الموقع. خلف صفحات مواقع الشبكات الاجتماعية التي تتصفحها كم ضخم من الأكواد البرمجية التي تسجل كل ما تقوم به.

بياناتنا على الخواديم

تستخدم الشبكات الاجتماعية البيانات التي يتم جمعها بأكثر من طريقة وهدف. البيانات التي يتم جمعها من المستخدمين بشكل عام يتم الاحتفاظ بها على الخواديم الخاصة بكل شبكة اجتماعية، ثم تقوم مجموعات ضخمة من الخواديم بتحليل هذه البيانات لاستخدامها لاحقا في توجيه الإعلانات أو لأي دراسات تتعلق بالسلوك الشرائي أو ممارسات تنتهك خصوصية المستخدمين كما أشرنا سابقا، أو مشاركتها مع شركات أخرى أو فتح أبوابا خلفيا على خواديمهم تستخدمها الحكومات في مراقبة المواطنين.

إدوارد سنودن سرب آلاف الوثائق، التي تثبت تورط “فيس بوك”، ومايكروسوفت وجوجل وغيرهم من الشركات في ذلك.

​تختلف الشبكات الاجتماعية غير المركزية عن الشبكات الاجتماعية التقليدية التي نتعامل معها اليوم. حيث يمكن حصر الاختلافات في نقطتين:

  • في حين أن شبكة اجتماعية كـ”فيس بوك” لا نستطيع أن نطلع على أكوادها البرمجية ووظائفها، أي أن كل ما نعرفه عن وظائف الشبكة هو فقط ما يظهر للمستخدم من واجهة المواقع، ولا يعرف المستخدمون ما وراء هذه الصفحات من أكواد برمجية تقوم بجمع البيانات عن المستخدم.

تقوم الشبكات الاجتماعية غير المركزية بالأساس على البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة، ما يعني أن أي مستخدم قادر على الإطلاع على أكوادها البرمجية بشكل كامل ومعرفة حدود وظائفها. ربما ترى أنه لا فائدة مباشرة على المستخدم العادي في هذه النقطة. لسنا جميعا نستطيع فهم آلاف الأسطر من الرموز والأرقام التي تسمى “شفرة”. …

نظام “جنو/لينكس” التكوين والخروج

البرمجيات الحرة ليست مجرد مجموعة من البرامج وأنظمة التشغيل التي توفر قدرا كبيرا من حرية الاستخدام، وتعطي الكثير من الحقوق للمستخدمين، لكنها ثقافة ومجتمع يمتد بجزورة إلى جيل من المبرمجين الذين أثروا على التطور البشري كلة بإنتجاتهم منذ منتصف القرن العشرين.
في هذا المقال لن أتناول الأفكار التي تدعو لها البرمجيات الحرة بشكل مباشر، هناك العديد من المقالات التي يمكن ان تجدها على المواقع المهتمة بالبرمجيات الحرة وفلسفتها، لكني سأتعرض لأهم المحطات التاريخية التي أظهرت لاحقا حركة البرمجيات الحرة ونظام التشغيل “جنو/لينكس“

التكوين

في نهاية الستينات قام معهد ماساتشوستس للتقنية و مختبرات بيل و شركة جينرال إلكتريك ، في إنتاج نظام تشغيل يدعي مولتكس، هذا النظام كان رديئا ولم يثبت نجاحا يذكر، مما دعي مختبرات بيل للخروج من المساهمة في تطوير هذا النظام، مختبرات بيل لاحقا إتحدت مع شركة إيه تي أند تي الأمريكية.
بعدها بأعوام قليله قام أحد مطورى نظام التشغيل مولتكس بتطوير نظام تشغيل آخر أكثر جودة وبه مميزات لم تكن موجودة سابقا كأن يقوم النظام بتنفيذ أكثر من مهمه في وقت واحد او يستخدم من قبل أكثر من مستخدم ، هذا النظام كان نظام التشغيل “يونكس” وكان مكتوب بلغة التجميع Assembly في هذه الفترة قامت مختبرات بيل بتقديم الدعم المادي للنظام الجديد “يونكس” وخرج النظام إلى النور عام 1973.
في عام 1973 قامت مختبرات بيل بإعادة كتابة نظام التشغيل “يونكس” بلغة C مما مكن المطورين الآخرين بنقل النظام إليهم وإضافة التعديلات التي يريدونها والتحسينات التي يرونه، لاحظ أن مختبرات بيل أطلقت النظام بشكل مفتوح ليقوم مطورين آخرين بتحسينة، وعلى مدى عشرة سنوات الاحقة ظهرت نسخ متعددة من يونكس ولاقي نجاحا كبيرا، مما جعل مختبرات بيل التي أصبحت تدعي “إيه تي أند تي” أن تصدر نسخه مغلقة من يونكس لا يمكن لأي من المبرمجين الاضطلاع على أكوادها البرمجية وطريقة عملها ووضعت قيودا على إنتاج نسخ أخرى مبنية على النسخة المغلقة التي أصدرتها الشركة، هذة الخطوة سببت غضب ضخم لكثير من المبرمجين، منهم ريتشارد ستولمان.
لريتشارد ستولمان أهمية كبيرة في عالم البرمجيات الحرة ويعتبر الأب الروحي لها، هو مبرمج أمريكي ثوري عمل في مختبرات معهد ماساتشوستس للتقنية وعندماماساتشوستس عدم السماح للجميع باستخدام أجهزتها ووضع كلمات مرور وأسماء مستخدمين لها، قام ستولمان بفك التعمية عن كلمات المرور وأرسلها للجميع وطلب من كل العاملين بالمختبر تغيير كلمات مرورهم إلى خانات فارغه حتي يتسني للجميع استخدام الاجهزة بحرية، ستولمان مؤمن بحرية الاستخدام دون اى قيود أو حرمان.
بعد ان قامت شركة يه تي أند تي بإصدار نسخة مغلقة من يونكس، قرر ريتشارد ستولمان أن يبدأ في مشروع جنو، لبناء نظام تشغيل مفتوح المصدر بالكامل، وبالفعل في سبتمبر 1983 أعلن ريتشارد عن المشروع وإستقال من عملة في مختبرا معهد ماساتشوستس للتقنية وبدأ مشروع كأول مشروع يقوم علي أغلبة مجموعة من المتطوعين وقليل بمقابل مادي لإنتاج نظام تشغيل حر.
قام ريتشارد بكتابة نظام التشغيل هو ورفاقة عن طريق كتابة بدائل لمكونات نظام لينوكس واحدة تلو الأخرى، في نهاية الثمانينات كمانت كل عناصر النظام قد إكتملت بإستثناء “النواة” وهي قلب نظام التشغيل الذي يقوم بدور الربط بين العتاد والبرمجيات والتحكم بمصادر الجهاز.

الخروج

في هذه الأثناء كان هناك طالب في فنلندا، لينوس تورفالدز، يستخدم نظام شبية بيونكس يدعى “مينيكس” هذا النظام لم يكن يسمح للمبرمجين بتطويرة، لذا قام لينوس بمحاولة كتابة بديل لهذا النظام، وبالفعل قام مع مجموعة من المتطوعين بكتابة النواة”لينكس” ثم قاموا بتطويرها لتعمل مع مكونات نظام التشغيل “جنو” الذي انتهي ستولمان ورفاقة من جزء كبير منه، ومن هنا ظهر ما يعرف بتوزيعات (جنو/لينكس) والتي يطلق عليها لفظ شائع مختصر ومخل “لينكس”.

في عام 1990 بدأ مشروع جنو في تطوير نواة خاصة بالنظام”جنو” هذه النواة سميت بـ” هيرد” إلا أنه إلى الىن لم تخرج أى إصدارة مستقرة منها.

وهنا يجب الإشارة إلى جزئية هامة حول علاقة النواة “لينكس” بمشروع “جنو” في الواقع هما مشروعين منفصلين ويتم تطوير كل منهما بشكل منفصل، وترجع هذه الأسباب كما ذكرنا سابقا إلى أنه عندما انتهى ستولمان ورفاقة من المكونات الأساسية للنظام في مشروع “جنو” لم يكن متوفر لديهم نواة وبدأو فعليا في برمجة النواة “هيرد” وبعد بدايتهم في تطويرها بفترة بسيطة ظهرة النواة “لينكس” لذا قام الكثيرون ممن أرادو أنظمة تشغيل حرة بدأو في العمل على تطويع النواة “لينكس” ليتم استخدامها مع ادوات مشروع “جنو” لذا هناك خلط بين المشروعين وكلمة “لينكس” التي تطلق على التوزيعات المتوفرة الآن هي كلمة خاطئة، حيث أن “لينكس” هو نواة نظام التشغيل وليس نظام التشغيل بالكامل، والصحيح هو استخدام مصطلح”جنو/لينكس”.

بعد قيام مجموعات مطوري البرمجيات بدمج المشروعين “لينكس” و “جنو” وظهور نظام التشغيل “جنو/لينكس” ظهر ما يعرف بـ “توزيعات جنو/لينكس” وهي عبارة عن تطوير لنظام التشغيل “جنو/لينكس” ليكون أكثر ملائمة للاستخدامة من قبل المستخدمين العادييين، على سبيل المثال يتم إضافة واجهة رسومية لسطح المكتب وحزم التطبيقات المكتبة وغيرها، هذه التوزيعات متنوعه وكثيرة وتختلف إمكانياتها حسب الفئات التي تستهدفها أو الاعمال مخصصة لها.

– توزيعة دبيان: واحدة من أهم وأقدم التوزيعات، يقوم على تطويرها مجموعة كبيرة من المبرمجين حول العالم، ومشروع “دبيان” غير هادف للربح، وتم بناء العديد من التوزيعات الاخرى المبنية عليه والتي لها شعبيه واسعه مثل أوبنتو ومينت وغيرهما.

– توزيعة أوبنتو: توزيعه مبنية على “دبيان” تتميز بالسهولة وغالبا ما يستخدمها المستخدمين الجدد لجنو/لينكس، ويقوم على تطويرها شركة كونيكال ليمتد.

-توزيعة ريد هات: واحدة من أكثر التوزيعات شعبيه، وتتميز بالقوة والثبات وهي ما يجعلها خيارا للمزودات والخادمات، تقوم شركة “ريد هات” بتولي تطوير هذه التوزيعه.

– ماندريفا لينكس : خرجت هذه التوزيعة كمحاولة لتسهيل استخدام نظام التشغيل جنو/لينكس، حيث كانت “ريد هات” تستخدم سطر الاوامر في بكثافة فيإنجاز المهام مما أثر سلبا على عدد مستخدميها، ماندريفا حاولت تخطي هذه المشكلة.
– فيدورا: توزيعة موجهه للإستخدام المنزلي بدعم من شركة “ريد هات” تتميز بسهولة التثبيت والإستخدام و يوجد لها دعم من مجتمع مستخدمي البرمجيات الحرة بشكل كبير.

ماذكرتة بعض من التوزيعات، وهناك العشرات الاخرى منها، حاولت فقط أن أذكر أهمها- وجهة نظري- واكثرها شهره.

الإنتقال للبرمجيات الحرة

مايكروسوف وأبل، الشركتان الأشهر في إنتاج أنظمة التشغيل الحاسوبية، شركات عملاقة تسيطر على أغلبية سوق الحواسيب الشخصية، ربح بمليارات الدولارات وأنظمة وحكومات وشركات ومؤسسات ضخمة تتعامل مع هذه الشركات لتذويدها بانظمة التشغيل والبرمجيات المكتبية وغيرها.

في عام 1976 أرسل بيل جيتس رسالة عامة لهواة البرمجة حول العالم، عرفت هذه الرسالة بـ”رسالة مفتوحة إلى الهواة”، هذه الرسالة لم تحتوي على أى شيئ سوى استياء بيل جيتس ورفيقة من مشاركة البرمجيات التي تنتجها شركتهما..هذه الرسالة بداية حقيقية لظهور احتكار البرمجيات والعلم والتطور الذي نعيشة الآن، ولاحقا أثر قبح الأفكار التي جائت بها على التطور وتوسيع الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة ودول العالم الثالث.
الإنتقال إلى العالم الحر

ماذا يجعلني أنتقل لبرمجيات حرة وأنا أحصل على البرمجيات الإحتكارية دون مقابل؟

هل لاحظت صعوبة مؤخرا في نسخ برمجيات شركة”أدوبي”؟ وربما ويندوز؟ في الحقيقة هي حيلة تستخدمها الشركات العملاقة للسيطرة على السوق العالمي لاستغلاله لاحقا، ميكروسوفت وغيرها تترك ثغرات تمكن المخترقين من قرصنة منتجاتها لتشبع سوق الدول النامية والدول التي لا يوجد بها قوانين تحمي الملكية الفكرية، ليوم المستخدمين/المؤسسات بالاعتماد و الإعتياد الكامل على برمجياتها، مما يضطرهم لاحقا للدفع مقابل استخدام هذه البرمجيات، لذا فلا تتعجل، عاجلا أم آجلا ستضطر أن تدفع مقابل الحصول على هذه البرمجيات.

لماذا أنتقل إلى البرمجيات الحرة؟

في الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تستخدم هذه النوعيات من البرمجيات، ربما اهمها أنك لن تضطر أن تستخدم برمجيات منسوخة، وبها علل بالجملة، وإذا كنت تعمل بمؤسسة أو تمتلك واحدة، فلن تضطر أن تقوم بدفع آلاف الدولارات للحصول على نظام تشغيل أو حزمة برمجيات مكتبية، مع البرمجيات الحرة ستدفع القليل جدا من المال لقاء استخدامك وربما لن تدفع شيئا على الإطلاق اذا كانت متطلباتك متوسطة.

لكن على الجانب الآخر فهناك الكثير من المميزات العملية التي تجعلني أن احبذ استخدام البرمجيات المفتوحة سواء في الاستخدام الشخصي أو في المؤسسات، فبالاضافة للسبب سابق الذكر، هناك أسباب أخرى رئيسية تجعل الإنتقال للبرمجيات الحرة أمرا ضروريا:

الإستخدام الحر

في العالم البرمجيات الحرة يمكنك أن تقوم بنسخ البرمجية لعدد غير محدود واستخدامها على عدد غير محدود من الأجهزة بالاضافة إلى أنه يمكنك أن تستخدمها في أى غرض من الاغراض التي تناسبك ، بل وتطويرها ليناسب أغراضك دون وضع أى قيود لعى التطوير والاستخدام.

تخيل مثلا أنك حصلت على برمجية لبيع المنتجات على الإنترنت، لكن هذه البرمجية لا تناسب احتياجاتك، لو كانت برمجية محتكرة/غير حرة، ستضطر أن أن تدفع للمنتجيها للقيام بتطويرها بما يناسب احتياجاتك إن كانت حرة، يمكنك أن تقوم بنفسك بتطوير هذه البرمجية أو الدفع قليلا جدا مقابل التطوير، قس على ذلك في كل البرمجيات التي تستخدمها، يمكنك أن تطور أى برمجية حرة لتناسب احتياجاتك أو حتى تستخدم أى مناه في أى من الاغراض حتى وإن كانت غير مخصصة لهذا الغرض.

الثبات والامان

وداعا للفيروسات ووداعا لجملة”الويندوز وقع” أنظمة التشغيل الحرة، لها العديد من المييزات أهمها هو نظافتها من الفيروسات، أنا استخدم نظام تشغيل “أوبنتو” منذ 5 سنوات تقريبا، لم أواجه مشكلة الفيروسات إطلاقا، وأعتقد أن جميع مستخدمي البرمجيات الحرة يعرفون هذه الميزة.

بالاضافة لذلك، فالأنظمة الحرة ذات جودة عالى جدا، فمن حيث متطلبات التشغيل لا تحتاج الكثير لتشغيلها، وهذا يؤثر جدا على أداء الحاسوب والنظام، لن تضطر مثلا أن تقوم بعمل إعادة تشغيل للحاسوب ، حقيقة لا أتذكر متي كانت أخر مرة “جهازي يهنج وأعمل ريستارت” كما أن البنية البرمجية التي تقوم عليها البرمجيات الحرة توفر قدر عالى جدا من الحماية ضد الاختراق والبرمجيات الخبيثة، مما يجعلها صاحبة النصيب الأكبر في تشغيل الخواديم والمعاملات المصرفية، وغيرها.

الخلاصة أنك ستريح بالك من كل مهاترات مكافح الفيروسات والجدار الناري وقائمة البرمجيات التي تجعل من سرعة جهازك وأدائة جحيم.

التطوير والابتكار

عندما تستخدم نظام تشغيل محتكر، ميكروسوفت ويندوز على سبيل المثال، وواجهتك مشكلة في عمل النظام، في الغالب لكن تتمكن من حلها، وستضطر أن تقوم بإعادة تثبيته، في حالة البرمجيات الحرة فأنت تستطيع أن تقوم بحل أى مشكلة تواجهك دون الاضطرار لأن تقوم باعادة التثبيت، عن تجربة شخصية كنت عندما أواجه أى مشكلة في النظام أقوم بنسخ رسالة الخطأ ووضعها في جوجللتظهر لي عشرات الحلول دون أى عناء يذكر، أما اذا كنت متمكنا أكثر مني في البرمجيات الحرة والبرمجة، ربما تستطيع أن تساعد الملايين في حل المشاكل التي تواجههم في برمجياتهم.

في البرمجيات المحتكرة عندما تظهر أى مشكلة برمجية، فأنت تضطر أن تنتظر إلى أن تقوم الشركة المنتجة بإصلاح العيب، لكن إذا كنت تستخدم البرمجيات الحرة فلن تضطر لذلك فهناك الآلاف من المبرمجين حول العالم سيقوموا بايجاد حلول لهذه العيوب، حتى أنة في البرمجيات الشهيرة لن تضطر لتنتظر شهور لاصلاح هذه العيوب، فقط بضع أيام وربما ساعات وإبحث عن مشكلتك لتجد حلها.

حاول ان تسأل أحد مستخدمي البرمجيات الحرة، عن مقدار الاستفادة والخبرة التقنية التي اكتسبها بعد أن اعتمد كاملا على البرمجيات الحرة.

الإنتقال للبرمجيات الحرة

هناك العديد من الكتب المتاحة مجانا تتناول الإنتقال للبرمجيات الحرة، في أسفل التدوينة سأقوم بوضعها أهمها، وأعرف جيدا أن هذه الخطوة صعبة على كثيرون، فجميعنا قضي حياته في استخدام البرمجيات المحتكرة ، وبالطبع أغلب الذين يتعامل معهم أيضا لا يستخدمون البرمجيات الحرة، دعني أطمئنك أولا أنك ستجد بدائل لكل البرمجيات التي تستخدمها، كما أنك لن تقابل مشاكل في مشاركة الملفات مع مستخدمي البرمجيات الغير الحرة.

برمجيات الحزم المكتبية: في البرمجات الحرة هناك عدد من البدائل لـ MSoffice برمجية Libreoffice ممتازة ويمكنها قراءة ملفات ميكروسوفت بالإضافة إلى أنها تتطور بشكل سريع جدا

برمجيات التصميم والجرافيكس: هناك العديد من البرمجيات التي يمكن الإعتماد عليها بعد إنتقالك للعالم الحر، على سبيل المثال يمكنك استخدام برنامج GIMP بديلا عن الفوتوشوب، ويمكنك استخدام برنامج بلندر بديلا عن 3DMAX وبرنامج Synfig بديلا عن الفلاش

برامج الوسائط المتعددة وتحرير الفيديو والصوت: برنامج VLC يعتبر واحد من أهم وأقوى برمجيات تشغيل الوسائط المتعددة، كما يوجد عدد من البرمجيات التي يمكن استخدامها في تحرير المقاطع المصور مثل Kdenlive وغيرها كما يمكنك استخدام برمجية Linux MultiMedia Studio لتحرير الصوت

المتصفحات وبرامج التواصل: في الغالب ستكون سمعت سابقا بمتصفح فايرفوكس هو فعلا متصفح مميز وثابت وآمن ويستحق الاستخدام، كما أنك أيضا يمكن أن تستخدم متصفح كروم من جوجل، وإن كنت لا أفضلة، أيضا يمكنك ان تستخدم برنامج pidgin للتواصل فهو يتيح لك ان تستخدم أغلب برامج الدردشة من خلاله، كما أن بعض برامج التواصل توفر نسخ مخصصة لأنظمة التشغيل الحرة، كسكايب على سبيل المثال

ما ذكرته سابقا هو فقط البرمجيات التي استخدمها كبدائل عن مثيلتها الغير حرة، لكن ثق أنك ستجد بديلا عن كل البرمجيات المحتكرة التي تستخدمها حاليا