البرمجيات الحرة

الملكية الفكرية أم احتكار الأفكار؟

يمكن أن نستيقظ صباحا لنجد أحد الشركات العملاقة قد أخذت براءة اختراع في لبس الفانلة الحمراءبالشقلوب بعد منتصف الليل. لا أظنني سأندهش من ذلك. دعني أسرد لك بعض براءات الاختراع:

  • ميكروسوفت لديها براءة اختراع للنقر مرتين بالفأرة Double Click
  • أبل وسامسونج تصارعوا حول الأحق ببراءة اختراع للأيقونات ذات الزوايا الدائرية، وسجلت أبل براءة اختراع لتصميم الأيقونات بزوايا دائرية.
  • جوجل لديها براءة اختراع في تغيير الشعار Logo مؤقتا للاحتفال بمناسبة ما
  • أبل لديها براءة اختراع لتصميم سلالم زجاجية في متاجرها
  • لدى أبل براءة اختراع فيما يخلص التعليب والتغليف لمنتجاتها
  • أمازون لديها براءة اختراع لفكرة الشراء بضغطة واحدة

لا تبدو حقوق الملكية الفكرية كحقوق طبيعية، بل تبدو كقيود وُجدت لتخدم مصالح دول وشركات عملاقة تريد السيطرة اقتصاديا على شعوب أخرى انسحقت باستبداد حكامها وانبطاح حكوماتها.

  • تخيل أنك اشتريت فنجان قهوة، لا يمكنك أن تشرب فيه إلا نوع معين من القهوة.
  • تخيل انك اشتريت مطرقة لا تستطيع استخدامها إلا مع نوع معين بالمسامير.
  • تخيل انك بعد أن دفعت مئات الدولارات لتشتري برنامج ولا تستطيع أن تستخدمه إلا لغرض معين ولا تستطيع أن تعرف كيف يعمل.
  • تخيل أنك في دولة بها ملايين المرضى بالكبد ولا تستطيع تصنيع دواء تركيبته موجودة بالفعل لعلاجهم.
  • تخيل أنك اشتريت كتابا ولا تستطيع إرسال نسخة إلكترونية منه لصديقك، رغم انك دفعت لقاء الاستفادة منه.
  • تخيل أنك وجدت حلا لمشكلة ما وقُدمت للمحاكمة بسبب أن هناك شخص آخر حصل على براءة اختراع لحلها وأنت لا تعلم.

كن حذرا وأنت تستخدم عقلك وتفكيرك، ربما تذهب للسجن، هناك شخص ما ربما حصل على براءة اختراع لما تفكّر به.

حقوق الملكية الفكرية واحدة من أهم العقبات التي تواجه تدفق المعلومات، قيود عديدة تقحمها الملكية الفكرية في وجه تدفق المعلومات ما يخلق ندرة في المعلومات حتما لا تخدم البشرية بل تخدم مصالح دول وشركات وفقط بحماية تدابير وحشية تُزيد من الحواجز أمام التطور والنهضة والحياة يوما بعد الآخر.

  • إذا كنت تدرس البرمجة، لا يمكنك أن تدرس الشفرة المصدرية لبرنامج معين لتطور به علمك، لأن حقوق الملكية الفكرية تمنع ذلك. حتى بعد دفعك مئات الدولارات للحصول عليه.
  • إذا كنت تدرس الصيدلة، لن يمكنك دراسة تركيبة دوائية أو تصنيعها محليا، يجب أن تدفع أولا لقاء ذلك.
  • إذا كنت تعمل في مصنع، لن تستطيع تطوير جهاز أو مكينة به أو حل مشاكلها. حقوق الملكية تمنع ذلك، يجب أن ترجع للمُصنّع صاحب حقوق الملكية الفكرية وتدفع مقابل جهدك وتفكيرك!
  • حدثني، كيف يمكن لبلد نامي أن يحدث نهضة وهو لا يستطيع دراسة التكنولوجيا ومعالجة مرضاه وقراءة الكتب والدوريات العلمية؟

استخدم الهنود شجرة النيم في مجالات الطب ومواد التجميل ووسائل منع الحمل وتم تطوير استخدامها محليا على مدى قرون عديدة، في الثمانينات حصلت شركات أمريكية ويابانية على أكثر من 12 براءة اختراع على مواد مُستخلصة من شجرة النيم، فعليا لقد تم مصادرة المعرفة التي حصل عليها القروي الهندي من قبل حفنه من الجشعين.

أفكار مُشتتة حول الملكية الفكرية وبراءات الاختراع

  • الملكية الفكرية وبراءات الاختراع وحقوق النشر، مصطلحات استُخدمت بمكر لإرساء مفاهيم وقيم لا تخدم سوى شركات عملاقة تتاجر بكل شيئ. مصطلحات مثل “قرصنة” و “سرقة” هي مصطلحات مضلله تشبه شخصا شارك برمجية أو كتابا أو مقطعا موسيقيا بقرصانا يقتل ويسرق. لنسمي الأشياء بأسمائها، ليست “قرصنة” لكنها “مشاركة”.
  • إشكاليات متعددة يطرحها داعمي حقوق النشر وبراءات الاختراع، لا أرى لأي منها وزنا إذا وُضعت كل حججهم في مقابل الحق في المعرفة والحق في الحياة. فعليا لن يكون هناك أي وزن لأي قيم تقف عائقا أمامهما.
  • تعج القوانين في مصر وغيرها من البلدان بما يُسمى قوانين حماية الملكية الفكرية وما يرتبط بها من حقوق التأليف وحقوق النشر وبراءات الاختراع. يمكن لسلطات تنفيذ القانون توقيع عقوبات على مستخدم لأنه شارك كتابا أو مقطعا موسيقيا أو يستخدم برمجية غير مُرخّصة.
  • كيف يمكنني احترام الملكية الفكرية إذا كانت تمنع الناس من تلقّي دواء يُعالج مرضا مميتا؟
  • في أسوأ صورها تظهر الملكية الفكرية في مجالات صناعة الدواء. تحتكر شركات عملاقة -تتجاوز أربحها ميزانيات عدة دول مجتمعة-صناعة دواء يُقاوم أمراض مُميتة تحت مسمى (براءات الاختراع). في سنة 2001 سنت حكومة جنوب إفريقيا قانونا يسمح باستيراد أدوية صُنعت بالمخالفة لاتفاقيات الملكية الفكرية، لكي يحصل مرضى الإيدز على علاج بسعر أرخص. على اثر ذلك قامت أكثر من 40 شركة دواء برفع قضية ضد جنوب أفريقيا. قوانين منظمة التجارة العالمية تسمح للدول الفقيرة الحصول على الأدوية من خلال تصنيعها أو استيرادها في بعض الحلات. وفاة 100 شخص يوميا بسبب الإيدز في جنوب إفريقيا لم تراها شركات الأدوية تستدعي حصول المرضى على الدواء بسعر مناسب لدخولهم.
  • شجرة بالهند تُستخدم في للأغراض علاجية منذ مئات السنين، في ثمانينات القرن الماضي حصلت بعض الشركات على براءة اختراع لمواد مستخلصة منها. حدّثني أكثر عن هراء الملكية الفكرية وبراءات الاختراع.
  • تتفق شركات صناعة الدواء مع شركات صناعة التكنولوجيا والناشرين في نظرتهم للملكية الفكرية، جميعهم يسوقوا نفس الحجج؛ النسخ سرقة، الهندسة العكسية سرقة، مشاركة البرمجيات سرقة، كل شيئ يحُد من احتكارهم يعتبروه سرقة.
  • تُعطي ميكروسوفت نسخا مجانية أو مُخفضة التكاليف للمدارس والجامعات. كل برمجيات ميكروسوفت هي برمجيات مغلقة لا يمكن لأي شخص معرفة ما يدور خلف واجهاتها، برمجيات تمنع الطلاب من دراسة شفرتها البرمجية والاستفادة منها في تطوير مهاراتهم، ولا يمكنك مشاركة أي منها، يجب أن تدفع مقابل الاستخدام.
  • أعلنت ميكروسوفت أن مستخدمي نسخ ويندوز 8 غير المرخّصة سيكونوا قادرون على ترقية أنظمتهم إلى ويندوز 10. إذا كانت ميكروسوفت تستطيع معرفة النسخ المنسوخة والنسخ الأصلية، لماذا لا تُعطّل النسخ المنسوخة عن العمل؟ لما نشعر أن ميكروسوفت سعيدة بنسخها “المقرصنة” ولا تسعى جديا للقضاء على مشاركة برمجياتها؟
  • كل ما وصلنا إليه الآن من اختراعات مبني على جهود تراكمت على مدار العصور. منتجات الشركات العملاقة والمحتكِرة لم تظهر من العدم.
  • المدافعين عن الملكية الفكرية يستندوا على حجة (لا يمكنك الاستفادة بما لم تدفع مقابله) كمعارضة لممارسة “المشاركة” أو “الهندسة العكسية”؛ هل نسأل ميكروسوفت مثلا عن دفعهم مقابل مادي لورثة الخوارزمي عن استخدامهم لعلم الجبر الذي أسسه واستخدمه مبرمجي ميكروسوفت لإنتاج برمجياتهم؟ هل دفعت شركات الدواء مقابل استخدامها لكل التطورات العلمية التي بُني عليها دوائهم؟
  • ما يحدث أن شركات عملاقة تُراكم عدد ضخم من براءات الاختراع، ثم بدأت تتاجر في الحق في استغلالها، حتي صارت حقوق الملكية الفكرية في حد ذاتها أحد مصادر دخولهم. شركات أصغر ودول فقيرة تدفع لشركات عملاقة مقابل حصولهم على تركيبة لدواء، وبعد هذا ربما يموت مواطنيها لعدم قدرتهم على الدفع.
  • كيف يمكن لنا أن نتطور في صناعة التكنولوجيا والبرمجيات ونحن لا نستطيع دراسة الشفرة البرمجية للبرامج التي نستخدمها ولا استخدام الهندسة العكسية لمعرفة كيفية عمل الدارات الكهربية للأجهزة الإلكترونية؟ لا داعي لأن نتطور، ما دمنا لا نُخالف الملكية الفكرية.
  • جزء كبير من الثمن الذي يدفعه المريض للحصول على دواء، يذهب في حق الانتفاع ببراءات الاختراع، ما يعني لا يمكنني قبول الربط بين القدرة المادية وحق المريض في الحصول على دواء.
  • اتفاقية تريبس طلبت من جميع الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية أن تعطي 20 عاماً من حماية براءات الاختراع على المستحضرات الصيدلانية.
  • اتفاقية تريبس طلبت من جميع الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية أن تعطي 20 عاماً من حماية براءات الاختراع على جميع مجالات التكنولوجيا والبرمجيات.
  • هناك نظام يمنع عرض أو تشغيل المواد الرقمية على الحواسيب، يُسميه البعض “إدارة الحقوق الرقمية” ويراه داعمي الحرية “إدارة القيود الرقمية

مقال مُترجم: الإجراءات المُمكنة للحكومات لدعم البرمجيات الحرة

ترجمة مقال “Measures Governments Can Use to Promote Free Software”  بقلم ريتشارد ستولمان.

الإجراءات الممكنة للحكومات لدعم البرمجيات الحرة - ريتشارد ستولمان
ريتشارد ستولمان

هذا المقال يقدم سياسات مُقترحة لجهود قوية وثابتة لتعزيز البرمجيات الحرة داخل أجهزة الدولة وقيادة البلادة نحو حرية البرمجيات.

إن مهمة الدولة هي تنظيم المجتمع من أجل الحرية والرفاهية للشعب. أحد جوانب هذه المهمة -في مجال الحوسبة- هو تشجيع المستخدمين على الاعتماد على البرمجيات الحرة: البرمجيات التي تحترم حرية المستخدمين. البرامج المُحتكرة (غير الحرة) تسحق حرية مستخدميها؛ هذه المشكلة الاجتماعية يجب على الدولة أن تعمل للقضاء عليها.

يتعين على الدولة أن تأبى إلا البرمجيات الحرة في مجال حوسبتها من أجل سيادتها الحاسوبية (سيطرة الدولة على حوسبتها). جميع المستخدمون يستحقون السيطرة على حوسبتهم، لكن الدولة لديها مسؤولية تجاه الناس، للحفاظ على السيطرة على حوسبتهم نيابة عنهم. تعتمد معظم أنشطة الحكومة الآن على الحوسبة، وسيطرتها على تلك الأنشطة يعتمد على سيطرتها على الحوسبة. إن فقدان هذه السيطرة في إدارة ما [من إدارات الدولة] يُشكّل تقويضا للأمن القومي.
تحرُك إدارات الدولة نحو البرمجيات الحرة يمكن أن يوفر منافع ثانوية أيضا، مثل توفير المال وتشجيع الأعمال تجارية المحلية الخاصة بدعم البرمجيات.
في هذا النص يشير مصطلح “كيانات الدولة” إلى جميع المستويات الحكومية، ويعني الإدارات العامة بما فيها المدارس والشراكات بين القطاعين العام والخاص، و بصورة عامة الأنشطة التي تمولها الدولة مثل المدارس المُستأجرة، والشركات الخاصة التي تُسيطر عليها الدولة أو أو المُنشأة مع امتيازات أو سلطات خاصة من الدولة.

التعليم

أهم السياسات المتعلقة بالتعليم، بحيث تُشكُّل مستقبل البلاد:

علّم البرمجيات الحرة فقط

يجب أن يتم تعليم البرمجيات الحرة فقط في الأنشطة التعليمية، أو على الأقل تلك الكيانات التابعة للدولة (وبالتالي، لا ينبغي أبدا أن أن يتم إرشاد الطلاب لاستخدام برنامج غير حر)ويجب أن تُدرّس الأسباب الحضارية للإصرار على البرمجيات الحرة. تعليم برنامج غير حر هو تعليم التبعية، وهذا يتعارض مع مهمة المدرسة. …

لماذا يجب على منظمات المجتمع المدني استخدام البرمجيات الحرة؟

لماذا يجب على المنظمات غير الحكومية استخدام البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة؟
مصدر الصورة

البرمجيات الحرة هي البرمجيات التي تتيح حرية الاستخدام والتوزيع والتطوير للمستخدمين والمبرمجين، ببساطة هي برمجيات تُعلي قيمة الحرية والتعاون والمشاركة  والحق في المعرفة. استخدامك للبرمجيات الحرة يعني:

  • أنك حر في استخدامها في الغرض الذي تريده، بغض النظر عن غرض إنتاجها الأساسي.
  • أنك حر في دراسة كيفية عمل البرمجية وتعديلها وتطويرها بما يتوافق مع أغراضك واحتياجاتك، وهو ما يتطلب حصولك على الشفرة المصدرية (الأكواد البرمجية)
  • أنك حر في إعادة نشرها وتوزيعها وتشغيلها على عدد لا نهائي من الحواسيب دون الحاجة لشراء رخص استخدام أخرى.
  • أنك حر في إعادة نشر وتوزيع من إصداراتك المعدّلة من البرمجيات للآخرين.

خطوط متقاطعة مع حركة البرمجيات الحرة

بين البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة، ومنظمات المجتمع المدني، العديد من الأهداف المشتركة. إذا كانت منظمات المجتمع المدني تسعى من خلال علمها وأنشطتها لدعم المجتمع وتطويره على اختلاف أهداف كل منظمة، فإن البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر أيضا تسعى لذلك. حركة البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة –حتى وإن كان بينهما اختلاف– تسعيا بشكل أساسي لدعم حق وحرية الأفراد في المعرفة والاستخدام والتطوير والخصوصية وغيرها من القيم.

استخدام البرمجيات الحرة يساهم في خلق مجتمع تعاوني بشكل كبير. الأفكار الأساسية التي تُبنى عليها قيم مجتمع البرمجيات الحرة هي التعاون والحرية. إذا واجهتك مشكلة في برمجية ما، واستطعت إيجاد حل لها، يمكنك أن تشاركه مع الآخرين ممن يواجهوا نفس المشكلة. لا يوجد حدود للمشاركة.

حرية الاطلاع على الشفرة المصدرية للبرمجيات تساعد بشكل كبير في توطين المعرفة المحلية للمبرمجين والمستخدمين. تخيل أن مبرمج ما قادر على الاطلاع على الشفرة المصدرية لبرنامج معين؛ ما هي الأفق الجديدة التي يمكن أن يكتسبها من ذلك؟ يستطيع أن يطور مهاراته من خلال دراسة آلاف الأسطر البرمجية التي كتبها مبرمجين وعدّل عليها آخرون. مساحة ضخمة من العقول، ينهل المبرمج من فكرها ومهاراتها دون وجود أي عوائق تتعلق بالملكية الفكرية أو براءات الاختراع. ببساطة لأنها برمجيات تسعى لإتاحة المعرفة وليس احتكارها.

حتى المستخدم العادي سيستفيد من قيم الحرية التي تتيحاها البرمجيات الحرة. سيكون قادر على قراءة توثيق البرمجية حتى وإن كان لا يمتلك مهارات برمجية. ستجد العديد من المجتمعات التقنية التي تقدم له دعم فني. عشرات، وربما آلاف المبرمجين الذين يعملون بشكل تعاوني لإصلاح خلل أو علة في برمجية حرة، حتما المستخدم النهائي الذي ليس له أي خبرات تقنية هو المستفيد من هذه الممارسات.

قيم المشاركة والتعاون التي تعليها البرمجيات الحرة، تخلق مجتمعا تعاونيا تختفي فيه أساطير الملكية الفكرية وبراءات الاختراع وممارسات الرأسمالية.

قلل النفقات مع البرمجيات الحرة

الموارد المالية لمنظمات المجتمع المدني هي بطبيعتها موارد محدودة، يتم جمعها من التبرعات أو المنح، لتخدم قضايا إنسانية ومجتمعية. لماذا يتم إهدار مواردها المالية في شراء برمجيات؟ لماذا لا يتم الاستفادة من هذه الموارد في أنشطة المنظمات عوضا عن دفها لشركات مقابل برمجيات لا نعرف عنها شيئ ولا يمكننا تطويرها أو إعادة توزيعها؟

إذا كانت منظمة ما لديها 15 حاسوب، فإن عليها شراء 15 نسخة ميكروسوفت ويندوز، بالإضافة لنسخ ميكرسوفت أوفيس، وبعض البرمجيات الأخرى مثل برامج مكافحة الفيروسات وغيرها، آلاف الدولارات ستُدفع في هذا النوع من البرمجيات، في حين أنه يمكن الاستغناء تماما عن هذه البرمجيات وأنظمة التشغيل المحتكرة والاعتماد على أنظمة تشغيل حرة ومفتوحة المصدر، دون الحاجة لتحميل المنظمة نفاقات ليس لها أي داعي، بل على العكس، اعتماد المنظمة على البرمجيات الحرة سيساهم إيجابا في إنتاجية المؤسسة بشكل عام.

مبررات استخدام البرمجيات المحتكرة عديدة، أغلبها دعائيا من شركات رأسمالية تؤمن الاحتكار وهراء براءات الاختراع والملكية الفكرية وما يترتب عليها من دولارات وأسواق ودول تابعة. مبرر أن البرمجيات المحتكرة أسهل من البرمجيات الحرة، نعم ربما يكون صحيح، لكنه مبرر يتطابق مع أي شيئ تستخدمه لأول مرة، هل تذكُر عندما استخدمت ويندوز لأول مرة؟ بالتأكيد كان صعبا. فقط بقليل من التدريب والممارسة أصبحت متوائما معه. كذلك الحال في البرمجيات الحرة، هي مناسبة تماما للمستخدم المبتدئ، فقط تحتاج أيام قليلة لتشعر بسهولة الاستخدام. يمكن للمنظمات أن توفّر تدريبا للعاملين بها من قبل متخصصين. التدريب لن يُكلّف المنظمة ما تتكلفه لشراء البرمجيات الاحتكارية أبدا.

مبرر آخر هو، إنتاجية البرمجيات الحرة أقل من البرمجيات المحتكرة. لا أرى أي وجه في المقارنة بين الإثنين. الواقع على العكس تماما، يمكنك أن تجد آلاف البرامج التي تؤدي أي مهمة تريدها دون عناء، كل ما عليك أن تجرب هذه البرامج وتختار الملائم لك. بل ويمكنك أن تقوم توظّف مطورا ليقوم بتعديل وتطوير أي برمجية لتناسب احتياجاتك وتلائم فريق عملك دون القلق تجاه الملكية الفكرية ورخصة استخدام البرمجية. بعض البرمجيات الحرة يقوم على برمجتها آلاف المبرمجين، ويراجع شفرتها المصدرية آلاف آخرين، بخلاف مجتمعات تقنية تساهم في إصلاح العلل التي تظهر بها. هل هذه البرمجية ستكون أفضل أم البرمجية التي تحتكرها شركة واحدة. القاعدة أن عقلان أفضل من عقل واحد.

العديد من المبررات التي يسوقها أعداء الحرية والمشاركة ضد البرمجيات الحرة، جرب أن تتعلم استخدام أحد توزيعات جنو/لينكس، وحزم الأعمال المكتبية الحرة، واعتمد في عملك الروتيني عليها، وستجد أن كل المبررات اندثرت وأصبحت خيال.

على الجانب الآخر فإن توفير النفقات لن يكون فقط فيما يتعلق بشراء البرمجيات، لكن أيضا على مستوى التقليل في نفقات شراء العتاد والأجهزة الحديثة. البرمجيات الحرة تعمل دائما على دعم العتاد القديم، وأن تُستخدم على الأجهزة القديمة ذات الموارد الضعيفة أو المتوسطة دون الحاجة لتحديث عتادها. وبالتي لا يوجد أي داعي لمنظمات المجتمع المدني أن تُهدر مواردها المادية في تحديث عتاد أجهزتها القديمة. تخيل أنه يمكنك استخدام أحد توزيعات جنو/لينكس المجانية، ذات الشعبية والسهولة والدعم الفني المتوفر مجانا من قبل المجتمع  على حاسوب متواضع الإمكانيات. في بعض التوزيعات يصل الحد الأدنى المُتطلب لتشغيل أحد توزيعات جنو/لينكس لنصف الإمكانيات التي يحتاجها نظام تشغيل ميكروسوفت ويندوز.

الأمان مع البرمجيات الحرة

واحدة من أهم الأسباب التي تُحتم على منظمات المجتمع المدني، هي السيطرة على الحوسبة. البرمجيات الحرة وأنظمة التشغيل الحرة ومفتوحة المصدر، لا يملكها أحد. هي برمجيات ملك الجميع، ملك مطوريها ومستخدميها. استخدامها يعني أنك تمتلك حوسبتك. في مجتمع البرمجيات الحرة، المستخدمين قادرين على معرفة كل الأنشطة والوظائف التي تقوم بها البرمجيات، لا داعي أن يكونوا مبرمجين أو تقنين ذات مستوى عالي لمعرفة ذلك، يكفي فقط أن يطلعوا على المراجعات التي يقوم بها المبرمجين أو مجتمعات دعم البرمجيات الحرة، والتي يعج الإنترنت بها، ليعرفوا جيدا الوظائف والعيوب التي تشوب أي برنامج حر.

استخدامك البرمجيات الحرة يعني أنك قادر على التحكم والسيطرة في حوسبتك، لا يتحكم في حاسوبك أحد، أنت قادر على التحكم والوصول الكامل لكل جزء في حاسوبك.

البرمجيات الحرة توفّر قدرا عاليا من الأمن والحماية مقارنة بباقي الأنظمة، لن تحتاج لتثبيت مكافح فيروسات، أو انتظار عدة أيام لسد ثغرة أمنية في نظام تشغيلك أو نظام إدارة المحتوى الذي تستخدمه لموقعك. على الأغلب سيكون هناك ساعات قليلة بين اكتشاف الثغرة وتنبيه نظام التشغيل أو البرمجية لك عن وجود تحديث لإصلاحها.

بعض التقارير التي تقول أن ويندوز أكثر أمانا عن توزيعات جنو/لينكس، هي دراسات غير دقيقة، ومبنية بالأساس على ما تعلنه عدد الثغرات التي تكتشفها مايكروسوفت بالمقارنة مع يتم إعلانه من قبل مجتمع البرمجيات الحرة. والواقع أن هذا يأتي في صالح جنو/لينكس. المرجعات المتعددة للبرمجيات الحرة ونواة لينكس من قبل آلاف المبرمجين تجعل عملية اكتشاف وإصلاح الثغرات الأمنية والعلل أسرع وأكثر إنتاجية عن مثيلتها في أنظمة التشغيل والبرمجيات الأخرى.

عامل الأمان والحماية المتوفّر في جنو/لينكس هام جدا لمنظمات المجتمع المدني، خاصة إن كانت تعمل في مجال حقوق الإنسان وعلى القضايا التي ربما لا تروق للأنظمة المستبدة كالتي نعيش في ظل حكمها في المنطقة العربية.

لماذا يجب على منظمات المجتمع المدني استخدام البرمجيات الحرة؟

لماذا يجب على المنظمات غير الحكومية استخدام البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة؟
مصدر الصورة

البرمجيات الحرة هي البرمجيات التي تتيح حرية الاستخدام والتوزيع والتطوير للمستخدمين والمبرمجين، ببساطة هي برمجيات تُعلي قيمة الحرية والتعاون والمشاركة  والحق في المعرفة. استخدامك للبرمجيات الحرة يعني:

  • أنك حر في استخدامها في الغرض الذي تريده، بغض النظر عن غرض إنتاجها الأساسي.
  • أنك حر في دراسة كيفية عمل البرمجية وتعديلها وتطويرها بما يتوافق مع أغراضك واحتياجاتك، وهو ما يتطلب حصولك على الشفرة المصدرية (الأكواد البرمجية)
  • أنك حر في إعادة نشرها وتوزيعها وتشغيلها على عدد لا نهائي من الحواسيب دون الحاجة لشراء رخص استخدام أخرى.
  • أنك حر في إعادة نشر وتوزيع من إصداراتك المعدّلة من البرمجيات للآخرين.

خطوط متقاطعة مع حركة البرمجيات الحرة

بين البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة، ومنظمات المجتمع المدني، العديد من الأهداف المشتركة. إذا كانت منظمات المجتمع المدني تسعى من خلال علمها وأنشطتها لدعم المجتمع وتطويره على اختلاف أهداف كل منظمة، فإن البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر أيضا تسعى لذلك. حركة البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة –حتى وإن كان بينهما اختلاف– تسعيا بشكل أساسي لدعم حق وحرية الأفراد في المعرفة والاستخدام والتطوير والخصوصية وغيرها من القيم.

استخدام البرمجيات الحرة يساهم في خلق مجتمع تعاوني بشكل كبير. الأفكار الأساسية التي تُبنى عليها قيم مجتمع البرمجيات الحرة هي التعاون والحرية. إذا واجهتك مشكلة في برمجية ما، واستطعت إيجاد حل لها، يمكنك أن تشاركه مع الآخرين ممن يواجهوا نفس المشكلة. لا يوجد حدود للمشاركة.

حرية الاطلاع على الشفرة المصدرية للبرمجيات تساعد بشكل كبير في توطين المعرفة المحلية للمبرمجين والمستخدمين. تخيل أن مبرمج ما قادر على الاطلاع على الشفرة المصدرية لبرنامج معين؛ ما هي الأفق الجديدة التي يمكن أن يكتسبها من ذلك؟ يستطيع أن يطور مهاراته من خلال دراسة آلاف الأسطر البرمجية التي كتبها مبرمجين وعدّل عليها آخرون. مساحة ضخمة من العقول، ينهل المبرمج من فكرها ومهاراتها دون وجود أي عوائق تتعلق بالملكية الفكرية أو براءات الاختراع. ببساطة لأنها برمجيات تسعى لإتاحة المعرفة وليس احتكارها.

حتى المستخدم العادي سيستفيد من قيم الحرية التي تتيحاها البرمجيات الحرة. سيكون قادر على قراءة توثيق البرمجية حتى وإن كان لا يمتلك مهارات برمجية. ستجد العديد من المجتمعات التقنية التي تقدم له دعم فني. عشرات، وربما آلاف المبرمجين الذين يعملون بشكل تعاوني لإصلاح خلل أو علة في برمجية حرة، حتما المستخدم النهائي الذي ليس له أي خبرات تقنية هو المستفيد من هذه الممارسات.

قيم المشاركة والتعاون التي تعليها البرمجيات الحرة، تخلق مجتمعا تعاونيا تختفي فيه أساطير الملكية الفكرية وبراءات الاختراع وممارسات الرأسمالية.

قلل النفقات مع البرمجيات الحرة

الموارد المالية لمنظمات المجتمع المدني هي بطبيعتها موارد محدودة، يتم جمعها من التبرعات أو المنح، لتخدم قضايا إنسانية ومجتمعية. لماذا يتم إهدار مواردها المالية في شراء برمجيات؟ لماذا لا يتم الاستفادة من هذه الموارد في أنشطة المنظمات عوضا عن دفها لشركات مقابل برمجيات لا نعرف عنها شيئ ولا يمكننا تطويرها أو إعادة توزيعها؟

إذا كانت منظمة ما لديها 15 حاسوب، فإن عليها شراء 15 نسخة ميكروسوفت ويندوز، بالإضافة لنسخ ميكرسوفت أوفيس، وبعض البرمجيات الأخرى مثل برامج مكافحة الفيروسات وغيرها، آلاف الدولارات ستُدفع في هذا النوع من البرمجيات، في حين أنه يمكن الاستغناء تماما عن هذه البرمجيات وأنظمة التشغيل المحتكرة والاعتماد على أنظمة تشغيل حرة ومفتوحة المصدر، دون الحاجة لتحميل المنظمة نفاقات ليس لها أي داعي، بل على العكس، اعتماد المنظمة على البرمجيات الحرة سيساهم إيجابا في إنتاجية المؤسسة بشكل عام.

مبررات استخدام البرمجيات المحتكرة عديدة، أغلبها دعائيا من شركات رأسمالية تؤمن الاحتكار وهراء براءات الاختراع والملكية الفكرية وما يترتب عليها من دولارات وأسواق ودول تابعة. مبرر أن البرمجيات المحتكرة أسهل من البرمجيات الحرة، نعم ربما يكون صحيح، لكنه مبرر يتطابق مع أي شيئ تستخدمه لأول مرة، هل تذكُر عندما استخدمت ويندوز لأول مرة؟ بالتأكيد كان صعبا. فقط بقليل من التدريب والممارسة أصبحت متوائما معه. كذلك الحال في البرمجيات الحرة، هي مناسبة تماما للمستخدم المبتدئ، فقط تحتاج أيام قليلة لتشعر بسهولة الاستخدام. يمكن للمنظمات أن توفّر تدريبا للعاملين بها من قبل متخصصين. التدريب لن يُكلّف المنظمة ما تتكلفه لشراء البرمجيات الاحتكارية أبدا.

مبرر آخر هو، إنتاجية البرمجيات الحرة أقل من البرمجيات المحتكرة. لا أرى أي وجه في المقارنة بين الإثنين. الواقع على العكس تماما، يمكنك أن تجد آلاف البرامج التي تؤدي أي مهمة تريدها دون عناء، كل ما عليك أن تجرب هذه البرامج وتختار الملائم لك. بل ويمكنك أن تقوم توظّف مطورا ليقوم بتعديل وتطوير أي برمجية لتناسب احتياجاتك وتلائم فريق عملك دون القلق تجاه الملكية الفكرية ورخصة استخدام البرمجية. بعض البرمجيات الحرة يقوم على برمجتها آلاف المبرمجين، ويراجع شفرتها المصدرية آلاف آخرين، بخلاف مجتمعات تقنية تساهم في إصلاح العلل التي تظهر بها. هل هذه البرمجية ستكون أفضل أم البرمجية التي تحتكرها شركة واحدة. القاعدة أن عقلان أفضل من عقل واحد.

العديد من المبررات التي يسوقها أعداء الحرية والمشاركة ضد البرمجيات الحرة، جرب أن تتعلم استخدام أحد توزيعات جنو/لينكس، وحزم الأعمال المكتبية الحرة، واعتمد في عملك الروتيني عليها، وستجد أن كل المبررات اندثرت وأصبحت خيال.

على الجانب الآخر فإن توفير النفقات لن يكون فقط فيما يتعلق بشراء البرمجيات، لكن أيضا على مستوى التقليل في نفقات شراء العتاد والأجهزة الحديثة. البرمجيات الحرة تعمل دائما على دعم العتاد القديم، وأن تُستخدم على الأجهزة القديمة ذات الموارد الضعيفة أو المتوسطة دون الحاجة لتحديث عتادها. وبالتي لا يوجد أي داعي لمنظمات المجتمع المدني أن تُهدر مواردها المادية في تحديث عتاد أجهزتها القديمة. تخيل أنه يمكنك استخدام أحد توزيعات جنو/لينكس المجانية، ذات الشعبية والسهولة والدعم الفني المتوفر مجانا من قبل المجتمع  على حاسوب متواضع الإمكانيات. في بعض التوزيعات يصل الحد الأدنى المُتطلب لتشغيل أحد توزيعات جنو/لينكس لنصف الإمكانيات التي يحتاجها نظام تشغيل ميكروسوفت ويندوز.

الأمان مع البرمجيات الحرة

واحدة من أهم الأسباب التي تُحتم على منظمات المجتمع المدني، هي السيطرة على الحوسبة. البرمجيات الحرة وأنظمة التشغيل الحرة ومفتوحة المصدر، لا يملكها أحد. هي برمجيات ملك الجميع، ملك مطوريها ومستخدميها. استخدامها يعني أنك تمتلك حوسبتك. في مجتمع البرمجيات الحرة، المستخدمين قادرين على معرفة كل الأنشطة والوظائف التي تقوم بها البرمجيات، لا داعي أن يكونوا مبرمجين أو تقنين ذات مستوى عالي لمعرفة ذلك، يكفي فقط أن يطلعوا على المراجعات التي يقوم بها المبرمجين أو مجتمعات دعم البرمجيات الحرة، والتي يعج الإنترنت بها، ليعرفوا جيدا الوظائف والعيوب التي تشوب أي برنامج حر.

استخدامك البرمجيات الحرة يعني أنك قادر على التحكم والسيطرة في حوسبتك، لا يتحكم في حاسوبك أحد، أنت قادر على التحكم والوصول الكامل لكل جزء في حاسوبك.

البرمجيات الحرة توفّر قدرا عاليا من الأمن والحماية مقارنة بباقي الأنظمة، لن تحتاج لتثبيت مكافح فيروسات، أو انتظار عدة أيام لسد ثغرة أمنية في نظام تشغيلك أو نظام إدارة المحتوى الذي تستخدمه لموقعك. على الأغلب سيكون هناك ساعات قليلة بين اكتشاف الثغرة وتنبيه نظام التشغيل أو البرمجية لك عن وجود تحديث لإصلاحها.

بعض التقارير التي تقول أن ويندوز أكثر أمانا عن توزيعات جنو/لينكس، هي دراسات غير دقيقة، ومبنية بالأساس على ما تعلنه عدد الثغرات التي تكتشفها مايكروسوفت بالمقارنة مع يتم إعلانه من قبل مجتمع البرمجيات الحرة. والواقع أن هذا يأتي في صالح جنو/لينكس. المرجعات المتعددة للبرمجيات الحرة ونواة لينكس من قبل آلاف المبرمجين تجعل عملية اكتشاف وإصلاح الثغرات الأمنية والعلل أسرع وأكثر إنتاجية عن مثيلتها في أنظمة التشغيل والبرمجيات الأخرى.

عامل الأمان والحماية المتوفّر في جنو/لينكس هام جدا لمنظمات المجتمع المدني، خاصة إن كانت تعمل في مجال حقوق الإنسان وعلى القضايا التي ربما لا تروق للأنظمة المستبدة كالتي نعيش في ظل حكمها في المنطقة العربية.

كم عدد مستخدمي جنو/لينكس المطلوبين لتغيير مصباح كهربائي؟

كم عدد مستخدمي جنو/لينكس المطلوبين لتغيير مصباح كهربائي؟

1 لإرسال موضوع لقائمة بريدية يقول فيه أن المصباح قد أُحرق.

1 ليقترح محاولة تشغيل المصباح من خلال سطر الأوامر.

1 ليتذمر من أن المستخدم قد أتلف السلك الناظم الخاص بالمصباح.

1 ليسأل ما المصباح الجديد الذي سيقوم بتركيبه.

1 لينصح بأنه لا يجب أن نستخدم كلمة احترق لو كُنّا نعني أن المصباح الكهربائي أُتلف. لأن هذا يعني أن المصباح قد وُضع على النار. وأن الصحيح القول بأن المصباح قد أُتلف بسبب وجود فائض من التيار الكهربائي.

25 ليقدموا اقتراحات لتركيب كافة أنواع المصابيح الموجودة والتي يمكن تخيلها.

5 ليقولوا أن المصباح مُحترق بسبب منبع التيار الكهربي وليس التوزيعة. وأن هناك علة مفتوحة [open bug] على القائمة البريدية الخاصة بالمطور.

1 مُستجد يقترح تركيب مصباح ميكروسوفت.

250 مستخدم يغرقوا البريد الإلكتروني للمستجد بالرسائل.

300 ليقولوا أن مصباح ميكروسوفت سوف يتحول للون الأزرق، ما يستوجب أن تقوم بإعادة تشغيل المصباح بشكل مستمر ليعمل بوضعه الطبيعي؟

1 مستخدم سابق لجنو/لينكس، لا يزال يتردد على المنتدى، ينصح بتركيب iBulb من أبل، ذو التصميم الجديد والمبتكر، بسعر 250دولار.

20 ليقولوا أن مصابيح أبل ليست حرة، وإمكانياتها أقل بعشرين مرة من المصابيح القياسية.

15 ليقترحوا تركيب مصباح صناعة وطنية.

30 ليقولوا أن المصابيح الكهربية ذات الصناعة الوطنية، هي إعادة إنتاج عرجاء للمصابيح الأجنبية. وأنها لا تقدم أي شيئ جديد.

23 يتجادلوا فيما إذا كان يجب أن يكون المصباح أبيض أم شفاف.

1 يُذكّر الجميع بأن الاسم الصحيح للمصباح هو جنو/مصباح.

1 يقول أن المصابيح الكهربائية هي شيئ لمستخدمي ويندوز المليء بالعلل، وأن مستخدمي جنو/لينكس الحقيقيون لا يخافوا الظلام.

1 ليعلن أخيرا عن نوع المصباح الذي سيتم تركيبه.

217 ليتجاهلوا النموذج المختار ويقدموا اقتراح آخر.

6 للشكوى من أن المصباح المُختار به مكونات مُحتكرة وأن هناك مصباح آخر يجب استخدامه.

20 ليقولوا أن 100% من المصابيح الحُرة غير متوافقه مع مفتاح تشغيل المصباح.

نفس الـ6 السابقون، ليقترحوا تغيير مفتاح المصباح والحصول على آخر متوافق.

1 ليصرخ بالله عليكم، توقفوا عن الجدال وغيروا المصباح

350 ليسألوا المستخدم السابق، ما الإله الذي تتحدث عنه، وما إذا كان لديه براهين علمية على وجوده.

1 ليشرح كيفية عمل الكهرباء ولماذا المصباح الكهربائي عديم الكفاءة.

1 ليقول أننا لا يمكننا الثقة في مصباح من صُنع شركة. وأنه يجب علينا الثقة في المصابيح من صُنع المجتمع.

1 ليرد برابط به ملف ODF يشرح كيفية بناء مصباح من نقطة الصفر.

1 ليشتكي من صيغة الملف السابق، ويطلب إرساله بصيغة txt أو LaTex.

5 لقول أن القرار المُتخذ لم يعجبهم وأنهم سيفصلون التيار الكهربائي عن المنزل ويقوموا بتركيب مصباح أفضل

1 للرد بسلسلة من الأوامر التي سيتم وضعها لتغيير المصباح.

1 للتعليق بأنه نفّذ الأوامر، وحصل على رسالة خطأ [error message].

1 لتقديم نصيحة بأنه يجب تنفيذ الأوامر كمستخدم جذر (Root)

وأخيرا

بينما الجميع منهمك في النقاش، ذهب والد المستخدم الأول واشتري أرخص مصباح بالمتجر.

—-

*هذه المُزحة أُرسلت بالبريد الإلكتروني لمؤسسة البرمجيات الحرة من قبل مؤلفها، أندريه ماتشادو.

التدوينة مترجمة عن موقع مؤسسة البرمجيات الحرة.